آخر تحديث :الجمعة-17 مايو 2024-11:37ص

رياضة


بلجيكا والولايات المتحدة يعودان بالذاكرة الى حيث بدأ كل شيء

الإثنين - 30 يونيو 2014 - 05:07 م بتوقيت عدن

بلجيكا والولايات المتحدة يعودان بالذاكرة الى حيث بدأ كل شيء
بلجيكا تواجه منتخب الولايات المتحدة الأميركية

((عدن الغد)) متابعات

 ستعود بلجيكا والولايات المتحدة بالذاكرة الى حيث بدأ كل شيء، الى النسخة الاولى التي اقيمت عام 1930 في الاوروغواي، وذلك عندما تتواجهان الثلاثاء على ملعب "ارينا فونتي نوفا" في سالفادور دي باهيا في الدور الثاني من مونديال 2014.

 

ولم يسبق للمنتخبين ان تواجها سابقا في نهائيات كأس العالم او في بطولة رسمية سوى في مناسبة واحدة كانت في النسخة الاولى عام 1930 عندما خرجت الولايات المتحدة فائزة بثلاثية نظيفة في طريقها للتأهل عن المجموعة الرابعة الى الدور الاقصائي الذي كان نصف النهائي مباشرة بسبب مشاركة 13 منتخبا فقط (7 من اميركا الجنوبية و4 من اوروبا و2 من اميركا الشمالية)، حيث انتهى مشوارها على يد الارجنتيني (6-1) التي قد تكون ايضا منافستها المقبلة في ربع النهائي في حال فوزها على سويسرا في اليوم ذاته.

 

ومن الصعب جدا ان تتمكن الولايات المتحدة بقيادة مدربها الالماني تكرار نتيجة تلك المباراة، خصوصا ان بلجيكا كانت بين اربعة منتخبات تنهي الدور الاول بعلامة كاملة الى جانب هولندا وكولومبيا والارجنتين.

 

وقدم منتخب "العم سام" اداء مميزا في هذه البطولة وقد استحق تأهله الى الدور الثاني للمرة الثانية على التوالي والخامسة في تاريخه (مع احتساب نسخة 1930)، على حساب برتغال كريستيانو رونالدو وغانا اسامواه جيان وكيفن برينس بواتنغ كثانية المجموعة السابعة خلف المانيا التي الحقت بها الهزيمة الوحيدة وجاءت بصعوبة بالغة (صفر-1).

 

ومن المؤكد ان المواجهة ستكون مثيرة بين منتخبين يجمعهما قاسم مشترك واحد وهو ان افضل نتيجة لهما في العرس الكروي العالمي كانت احتلالهما المركز الرابع، الولايات المتحدة عام 1930 وبلجيكا عام 1986 بانجاز اكبر من الاميركيين بالطبع في ظل مشاركة 24 منتخبا تواجهوا بحسب النظام القائم حاليا من حيث الادوار (اي مجموعات ثم ثلاثة ادوار اقصائية والمباراة النهائية).

 

ويأمل المنتخب البلجيكي الذي سيفتقد جهود مدافعه انتوني فاندن بور لما تبقى من مشواره في النهائيات بسبب شعر في قصلة ساقه اضافة الى ان الشك يحوم ايضا حول مشاركة ثلاثي الدفاع القائد فنسان كومباني وتوماس فيرمايلن ولوران سيمان للاصابة ايضا، ان يتمكن من تخطي "ذي يانكس" والارتقاء الى مستوى التوقعات التي رشحته ليكون "الحصان الاسود" في العرس الكروي العالمي الذي يعود اليه للمرة الاولى منذ عام 2002.

 

ويحلم انصار "الشياطين الحمر" ان يتمكن الجيل الحالي من السير على خطى الجيل الذهبي في الثمانينات. ففي مونديال مكسيكو عام 1986 وبقيادة الملهم والموهوب انزو شيفو والحارس الشهير جان ماري بفاف والمدافع الصلب اريك غيريتس ويان كولمانس، فاجأ المنتخب البلجيكي العالم باكمله ببلوغه الدور نصف النهائي قبل ان يخسر امام الارجنتين وبراعة نجمها دييغو ارماندو مارادونا.

 

وسبق لشيفو ان تحدث عن الجيل الحالي، قائلا: "اذا لم ينجح هذا الجيل الموهوب في بلوغ الدور نصف النهائي في احدى البطولات الكبرى في السنوات الست المقبلة، فاننا سنتكلم عن فشل".

 

ويعتبر المدرب مارك فيلموتس بان فريقه قادر على تحقيق ما حققه منتخب 1986 بقوله "ما تحقق في الماضي وتحديدا عام 1986 في مونديال المكسيك كان رائعا، لكن الان لقد جاء دورنا وهذا ما قلته للاعبين".

 

واضاف "لقد حان الوقت لكي يكتب هذا الجيل فصلا جديدا من التاريخ الكروي لبلجيكا".

 

احد اللاعبين الذين يعول عليهم كثيرا لكتابة تاريخ جديد هو ادين هازارد نجم تشلسي الانكليزي والذي اعترف بانه لم يقدم حتى الان العروض المرجوة منه.

 

بيد ان هازار اكد بان اللاعبين جاهزون لتحمل هذه المسؤولية بقوله "هناك ضغط كبير لتكرار انجاز جيل 1986، لكن هذا الامر لا يجب ان يعيقنا".

 

واضاف "انصار اللعبة في بلجيكا يعتقدون باننا افضل من الجيل الذهبي، لكن ذلك لا يضمن لنا تحقيق نتائج افضل".

 

ويتفق قلب دفاع منتخب بلجيكا عام 1986 ميشال رانكان مع انصار اللعبة في بلاده بان الفريق الحالي الذي يضم كومباني والحارس تيبو كورتوا والمهاجم روميلو لوكاكاو هو اكثر موهبة من جيل 1986  ويقول لصحيفة "لو سوار" : "من الناحية الفنية هناك نوعية اعلى (في المنتخب الحالي) مما كانت عليه الحال في فريقنا".

 

يذكر ان خمسة لاعبين فقط من التشكيلة الحالية المشاركة في كأس العالم كانوا قد ولدوا قبل عام 1986.

 

اما بالنسبة الى فيلموتس الذي استهل اولى مشاركته الاربع في نهائيات كاس العالم عام 1990، فان الامر يتعلق بتحقيق النتائج على ارضية الملعب وعندما سئل ما اذا كان يمكن ان يطلق على الفريق الحالي لقب الجيل الذهبي اردف بالقول "نستطيع قول ذلك فقط عندما نحقق نتائج رائعة".

 

ولكي تتحقق "النتائج الرائعة" على رجال فيلموتس تخطي عقبة الاميركيين ومدربهم كلينسمان.

 

وتحدث فيلموتس عن لقاء "ذي يانكس"،  قائلا: "عامل الطقس سيلعب دوره. الحرارة اعلى بثلاث درجات والرطوبة اكثر (في سالفادور دي باهيا مقارنة مع ساو باولو حيث خاضت بلجيكا مباراتها الاخيرة). في ما يخص الولايات المتحدة، حضرت مباراة ودية ضدهم في الماضي (فازت بلجيكا 4-2 في كليفلاند في نيسان/ابريل 2013)، لكن هذه المرة لن تكون ودية ابدا، مع منتخب تأهل من مجموعة صعبة جدا. كل المنتخبات في دور الثمانية تستحق وصولها. فريقي دخل التاريخ لانه حقق 9 نقاط كاملة".

 

ورد فيلموتس على عدم تقديم منتخب بلاده لعبا استعراضيا: "العب كرة قدم جميلة؟ ماذا يعني هذا؟ في لقاء البرازيل-كرواتيا لم اجد البرازيل تقدم كرة جميلة جدا. المهم هو الفوز والتأهل. هناك طرق واساليب مختلفة. نحن في كاس العالم واقل غلطة ندفع ثمنها نقدا. لسنا هنا لمشاهدة الاخرين. اثبتنا اننا نملك 23 لاعبا وبمقدورنا ازعاج الاخرين. ندخل الى الدور الثاني مع رغبة كبيرة بالتأهل الى ربع النهائي...".

 

اما من الجهة الاميركية، فيبدو ان الطموح ابعد بكثير من بلجيكا والدور الثاني وقد تجسد هذا الامر من خلال طلب كلينسمان بحجز تذاكر العودة الى الولايات المتحدة لما بعد 13 تموز/يوليو، اي لما بعد المباراة النهائية!

 

"اعتقد انه في حال تمكن الجميع من تجاوز حدود عطاءاته الشخصية في اطار المجموعة، سنتمكن من الذهاب بعيدا في هذه البطولة"، هذا ما قاله مدرب المانيا السابق، مضيفا "لقد طلبت من الجميع، من كافة اللاعبين التأكد من ان رحلة عودتهم محجوزة لما بعد 13 تموز/يوليو".

 

وواصل "هذه هي الطريقة الصحيحة التي يجب ان تخوض بها كأس العالم بغض النظر عما سيحصل الان. بامكانهم ان يغيروا تذاكرهم متى ارادوا ذلك، لكن يجب ان يكون النهائي في اذهاننا. ان تكون النهاية في 13 تموز/يوليو".

 

واعترف كلينسمان الذي استلم منصبه في 2011، بان الولايات المتحدة تفتقر الى الثبات في ادائها ونتائجها على مدى العام باكمله، لكن في بطولة محددة ومع المباريات الاقصائية فهي تملك فرصة.

 

وتابع "في كل يوم هناك مباراة اقصائية، هل بامكاننا تجاوزه؟ نعم بامكاننا"، مستخدما الجملة الشهير لرئيس الولايات المتحدة باراك اوباما (يس، وي كان).

 

وواصل "نريد ان نصل يوما لنكون بين افضل 10 او 12 منتخبا في العالم. واذا اردنا حقا تحقيق ذلك، فهذه هي اللحظة المناسبة".

 

واعترف كلينسمان الذي اعتاد مع المنتخب الالماني على خوض ركلات الترجيح خصوصا في نصف مونديال 1990 وكأس اوروبا 1996 ضد انكلترا، بان لاعبي يتمرنون على "ركلات الحظ" منذ اسابيع تحسبا للوصول اليها، مضيفا "هذا الامر يشكل جزءا من تحضيراتنا الطبيعية. يجب ان تكون جاهزا لهذه الامور. انت تقول للاعبين كيفية التعامل مع ركلات الترجيح. انها مقاربة ذهنية".

 

وتابع "اعتقد انه من الخطأ ان لا تكون جاهزا للحظة التقدم نحو نقطة الجزاء تحت انظار 60 الف مشاهد (في الملعب) من اجل القيام بالمهمة".

 

 وقد يستعيد كلينسمان في موقعة سالفادور دي باهيا التي ستكون المواجهة الرسمية الثانية بين المنتخبين بعد مونديال 1930 والسادسة بالمجمل (4 انتصارات ودية لبلجيكا بين ثلاثة على ارضها وواحد خارجها)، خدمات مهاجمه جوزي التيدور، وذلك بعد تعافيه من الاصابة التي حرمته من المشاركة في مباراتي الجولتين الاخيرتين من الدور الاول.

 

واضطر التيدور الى ترك ارضية الملعب في الدقيقة 21 من المباراة التي فازت بها بلاده على غانا (2-1) في الجولة الاولى، بسبب اصابة في الحالبين حرمته من خوض مباراتي الجولتين الثانية والثالثة ضد البرتغال (2-2) والمانيا (صفر-1).

 

وعلق كلينسمان على وضع التيدور، قائلا: "نحن متفائلون جدا. يحقق تقدما كبيرا كل يوم وهناك امل كبير بمشاركته في المباراة ضد بلجيكا".

 

من جهة اخرى، ذكر متحدث باسم المنتخب الاميركي ان جيرمان جونز سيشارك ضد بلجيكا رغم تعرضه لكسر في انفه ضد المانيا بعد اصطدامه بزميله اليخاندرو بيدويا، وهو سيرتدي قناعا على وجهه في مباراة الثلاثاء.