آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-10:13م

صفحات من تاريخ عدن


عدن زمان : الباسكيل العدني والحجة فطوم

الخميس - 22 مايو 2014 - 10:39 م بتوقيت عدن

عدن زمان : الباسكيل العدني  والحجة فطوم
باسكيل عدني في كريتر زمان .

عدن((عدن الغد )) خاص:

 

من الأشياء التي تستقر في نفسي وكياني .. هي ذكرى طفولتي إنها الأشياء التي تستقر في العقل الباطن للإنسان وتبقى معه حتى نهاية الرحلة ، ومن الأشياء الجميلة التي تلعب دورآ مهمآ في حياة أبناء عدن وهو في اللهجة العدنية " الباسكيل " .. أو السيكل - الدراجة Bicycle ، وكان السيكل حلم كل طفل عدني ، تلك الأشياء الجميلة في حوافي عدن لها ذكرى خاصة في قلب كل عدني وعدنية.

 

وكانت حوافي عدن تضج بأنواع السياكل ، وأذكر في طفولتي علامة السيكل وتأتي في مقدمة السيكل فوق البانكه حق التاير الأمامي وهي علامة الأسد وهو رابض والعلامة الأخرى علامة هركليس ، هذه العلامات المميزة على السياكل في عدن ، هذه العلامات في غاية الفخامة مثل علامات السيارات الفاخرة  المرسيدس والجكوار والرولزرويس . في عام 1968 حين كنت أعمل في دبي بعد مغادرتي كوبنهاجن ، رأيت انتشار السياكل التي يستعملها العمال الهنود في شوارع دبي ويقوموا بإستعمالها كوسيلة للمواصلات.

 

ضحكت الحجة فطوم وقالت أصبر يا محمد با أجيب لك عواف هريسة اللوز وقهوة قشر مزغول بالسكر قد عملتها في كِتلي كبير "قهوة ستنا خديجة" نذر علي وفرقت القهوة على الجيران وبعدين حازيني على سياكل عدن.

 

قلت يا حجة فطوم كانت السياكل في عدن 3 أنواع وأحجام ، الأول سيكل الأطفال ب 3 عجلات ، والثاني متوسط للعيال في سن 10 سنوات ، والثالت السيكل الكبير دبل تاير للعيال الكبار وأصحاب السياكل يأجروا السياكل على نظام السن ، ومنهم صاحب السياكل المشهور في حافتنا - حافة القاضي العم عبده سلامي في ركن الحافة ، وسياكل سيف تحت بيت الشريف الرفاعي - في حارة الشريف.

 

كان إيجار السيكل نصف شلن للشوط الواحد في الحارة ، وشوط آخر لمدة ساعة ب 1 شلن وتستطيع أن تأخد اليسكل إلى مشاوير كثيرة وخارج الحارة، ومن الأشياء الظريفة كنا نوفر حق العواف لنستأجر سيكل في الحارة. كان منظرآ جميلآ حين ترى عيال الحوافي فوق السياكل – وحين رحلت إلى أماكن كثيرة في العالم كنت أرى السياكل وأضحك أتذكر طفولتي وحارتي ، واليوم نجد سياكل سباق جديدة وأنيقة ملونة خفيفة الوزن وأصبحت السياكل لعبة سباق عالمية مشهورة..وليست ثقيلة الوزن مثل الباسكيل العدني.. باسكيل العم عبده سلامي في حارة القاضي.

 

يا حجة فطوم وحين بلغنا سن العاشرة بدأ أهلنا في شراء السياكل لنا ، وقد قمنا بتزين هذه السياكل بأشرطة جميلة وعملنا بلاستيك ملون فوق المقعد وبعدها أستبدلنا جرس الباسكيل إلى جرس هون على بطارية وكنا نذهب إلى المدرسة على السياكل وعملنا لعبة وهي "لعبة المُلاينه" فوق السيكل وهي حركات بهلوانية رياضية عند سياقة السيكل ، وقد أشتهر بها في الحارة المرحوم الشهيد نجيب مدهش جارنا .

 

 وفي أحد الأيام حاولت تقليد نجيب مدهش بتلك الحركات البهلوانية فسقطت من السيكل على الأرض وأصبت بخدوش في يدي وجبهتي ، وحين عدت إلى المنزل رأت أمي تلك الجروح اخذت الخيزران وقالت لي بغضب: رجعت إلى المضرابه مع عيال الحافة - مش أني منعتك من المضرابه .. ايش هذه الجروح في يدك من المضرابه .. قلت بخوف وضحك معآ هذه الجروح مش من المضرابه .. إنها بسبب المُلاينه فوق سيكل.

 

ضحكت الحجة فطوم وقالت عيال حافة القاضي ..  مرفاله فوق سيكل..

قالت الحجة فطوم ايش تشتي سحور قلت لها خاور دقه ناشفه وروتي نان .. 

 

محمد  أحمد  البيضاني   

كاتب عدني ومؤرخ سياسي