آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-04:18ص

أدب وثقافة


في عجز اتحاد الأدباء والكتاب

الأربعاء - 23 أبريل 2014 - 12:09 ص بتوقيت عدن

في عجز اتحاد الأدباء والكتاب

د. ناصر العيشي

( ابتعاد الاتحاد) :بعد قيام الثورتين في شمال اليمن وجنوبه فكر المثقفون من الأدباء ؛ الكتاب والشعراء والمؤرخون وغيرهم ممن يعنون بالشأن الثقافي والأدبي في تأسيس منظمات واتحادات قطاعية فئوية في أنماط الثقافة ومكونات المجتمع فكان أن بادروا إلى تأسيس أول اتحاد لقطاع الأدب والأدباء وذلك في 13 / 5 / 1971م .

 وكانت فكرة قيام الاتحاد فكرةً تستغرق الوطن اليمني كله بشماله وجنوبه بعد أن فشل مشروع ضم الجنوب إلى شمال ما بعد الثورة السبتمبرية لكي تكون الأرض تحت مسمى وطني واحد هو الجمهورية العربية اليمنية وقد رفضت القيادات العليا السياسية والتاريخية في الجنوب في ذلك الوقت هذا المشروع لعدم نضج الظروف الموضوعية والذاتية .

 

ولكن بعض كبار المثقفين الطوباويين ذهبوا متسارعين إلى دفع البنى الفوقية المؤطرة أنماطاً وقطاعاتٍ إلى التوحيد في تلك المسميات ومحتوياتها الفكرية والفئوية وكان من أوائل الداعين إلى هذا الأستاذ عمر الجاوي ـ رحمه الله ـ أحد المؤسسين الأوائل لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين حينه ومعه لفيفٌ من كبار المثقفين اليمنيين شمالاً وجنوباً ،وقد مرت الفكرة مجسدةً بذلك الاتحاد الذي اتخذ من العاصمة عدن حينها مقراً له وافتتح ذلك المقر في 18 / 9 / 1972م ليعدّ أول مقرّ للاتحاد في تاريخه الطويل .

 

 وقد حاول الجاوي ومعه آخرون أن يسير ببعض الاتحادات على ذلك النهج لولا أن السيد عبد الفتاح إسماعيل قد رده عن ذلك ، وفي المرة الأخرى التي تليها حاول الجاوي وآخرون أن يصبغ اتحاداتٍ أخرى بصبغة التوحيد فأمر بسجنه وزملائه ثم أطلق سراحهم ، واستمرت الاتحادات على ما أنشئت عليه تشطيراً ووحدةً إلى أن حلت كارثة 1994م فاستقال عددٌ من الأعضاء الجنوبيين مشكلين اتحاد أدباء الجنوب ، وتلته تشكبلاتٌ لاتحاداتٍ جنوبيةٍ قطاعيةٍ وفئويةٍ نتجت عن التصدع العظيم لتلك الحرب الظالمة التي شطرت الإنسان والمكان شطرين فكانت تلك التشكيلات استجابةً طبيعيةً لتلك الحرب ونتائجها ، وجاءت ثورة 2011م ليزداد التصدع تصدعاً بولادات جديدة للتصدعات الربيعية التي تمخض عنها مؤتمر الحوار بستة أقاليمَ .

 

 وتخلف المثقف عن السياسي في هذا المضمار ، وأطلّ بحياءٍ خجولٍ عندما أقر برابطتين أدبيتين إحداهما مقرها تعز وإخرى مقرها عدن ، وتكرموا علىكِ ـ يا عدن ـ باقتسام رحلتي الكومبارس الأدبي الشتوية الصيفية ، وقد جاد بذلك السياسيون ولم يتحقق شيءٌ من ذلك الاقتسام الشتوي الصيفي ، لو أنكم امتلكتوا شيئاً من الشجاعة التي امتلكها الرعيل الأول الذي نادى بوحدة الاتحادات متجاوزاً التشطير ، وقلتم اتحاد الجنوب لوجوده كائناً على الأرض لا يتنظر قراراً سياسياً يزيح عن محياكم الخَجِلِ الحياءَ ليمنحكم جرعةً من الجرأة التي تفتقدونها لكي تقروا اتحاد أدباء الجنوب لا منةً منكم ولكن تبعاً لسياسييكم الذين رسموا وتبعتم توثيقاً أو إيعازاً فقد جعلوا الجنوب إقليماً في إقليمين ، وإذا رأيتم الأمر صعباً اجعلوا اليمن كلها على ستة اتحادات ولِمَ الرابطتان ؟ ومقراهما ؛ تعز وعدن ، هل هذا إشارةٌ طافحةٌ بالاستحياء ، أم استباقٌ خجولٌ أيضاً للقول بالاتحادين شمالاً وجنوباً .

 

 لقد كان الجاوي وزملاؤه أجرأ منكم في زمنٍٍ تحزّ فيه الرؤوس ، وأنتم في زمن اتسعت فيه الديمقراطية إلى أن غدت ديمقراطية ادعاءٍ ونهبٍ وقتلٍ وإبعادٍ ، وهذا الطيف الخشن من الديمقراطية أنتم براءٌ منه وليس منه في طباعكم شيءٌ ، ولكننا نريدكم أن تأخذوا بالديمقراطية الناعمة وأن تتعاملوا على الورق فقط بإقرار الكائن لا تكوينه ؛ بإقرار اتحاد أدباء الجنوب الكائن أصلاً ، ولكن مبادرة الجاوي الجسورة تلك لا تمتلكونها يا أساتذة ، وما بين الحمائم والنسور سود العمائم والجسور . . .