تحقيق / طه منصر – مريم بارحمه
سجناء في غياهب السجون لم يلاقوا فيها إلا الأمراض والأوبئة تحيط بهم النفايات ومجاري الحمامات الغارقة وفوق كل هذا أنهم مسجونين في قضايا البعض منها ملفق والبعض الآخر بدون أي محاكمة ولأكثر من عشرون عام نلقاهم في وضع مزري للغاية .
فمن سجن صبر المركزي بمحافظة لحج لنا قصة لأحد السجناء هناك ويدعى (بدر عاطف حسن الصبيحي) من ابناء المضاربة م / لحج ، سجين مريض له ثمان سنوات بالسجن وبسبب الاهمال والحالة السيئة للسجن والسجناء أصيب السجين بدر عاطف بأمراض عدة منها : سكر في الدم والتهابات حاده بالصدر وفقدان الوزن بصورة غير طبيعية وحالته الصحية في تدهور مستمر حيث اصبح قعيد الفراش ولا يستطيع حتى النهوض منه بسبب المرض وهو على هذه الحالة اكثر من عشرين يوما وقد يتوفى بأي لحظة وللأسف ادارة السجن ونيابة المحافظة يرفضون اخراجه الى المستشفى لتلقي العلاج اللازم ، فمدير السجن وحسب المعلومات من اسرة السجين التي طلبت إخراجه إلى المستشفى اعلن بانه غير قادر على إخراج السجين بدر الصبيحي وذلك لأعذار تافهة وواهية ، وهو بأن هناك انفلات أمني وليست عنده القدرة لأخراج اي سجين الى المستشفى لقد انعدمت الإنسانية وأنعدم الضمير الإنساني !.
وفي السجن هناك حالات كثيرة تعاني من امراض عدة ولم تجد العلاج حيث يحتوى سجن صبر المركزي على حوالى 10 عشره عنابر وفيه اكثر من 300 ثلاثمائة سجين وبسبب الاهمال والقسوة والحالة والمعاملة السيئة من ادارة السجن فان اكثر المساجين مصابين بأمراض وحالات نفسيه وجنون . والادهى من ذلك ان هناك بالسجن اناس ابرياء لم بتمكنوا من الخروج لانهم لا يملكون المال والبعض منهم له اكثر من عشرون عام اي من بعد حرب صيف ١٩٩٤م وحتى اليوم بالسجن بتهم باطله ولم يقدم حتى للمحاكمة ، وكذلك يوجد بالسجن من انهى مدة الحكم الصادر عليه ولم يخرج من السجن ..وبينهم البريء والمظلوم .
ان سجن صبر يحتوى على كل انواع الظلم والاهمال .والمشكلة كذلك ان المساجين المصابين بحالات نفسيه وجنون مختلطين مع الاصحاء وحتى المريضين بأمراض مستعصية مزمنة تجدهم مع الاصحاء فهناك من أصيب بمرض السل وبدون علاج يبقى كما هو على مرضه وهذا نعتبره بمنتهى الاهمال ، وكذلك العنابر التي داخل السجن والتي تبدوا متآكلة الجدران وهناك مجموعه من الصور توضح ذلك فلم ترمم إطلاقاً منذ بناءها اي منذ عهد الرئيس سالمين، فهناك الكثير من المساجين الذين خرجوا من سجن صبر المركزي بين المرض والاختلال العقلي او منحرف أخلاقياً يحب الإجرام بسبب الظلم وما عاناه داخل السجن.
كل الصور واضحة تعبر عن المشهد داخل سجن صبر المركزي وحتى مخصصات النظافة يأكلوها دون تنظيف السجن وهكذا هو سجن صبر المركزي كما يبدوا إهمال متعمد وظلم كبير ومعاناة مستمرة.
أننا نناشد كل المنظمات الحقوقية والإنسانية ومنظمات المجتمع المدني والعالم الإسراع في إنقاذ الروح البشرية في سجن صبر وبقية السجون الاخرى في جنوب اليمن ، اننا نناشدكم في إنقاذ دمعةُ بريئة تعاني ويلات الظلم والقساوة والاستبداد والقهر والاذلال والمهانة ، ونناشدكم ان تعملوا بضمائركم الحية تجاه ما يحدث للسجناء لان الظلم يعاقب أُمم بكاملها والظلم هو ظلمات يوم القيامة .
