آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-01:02م

عالم المرأة والأسرة


نساء اليمن يعملن بطلاء الحوائط

الأحد - 20 أبريل 2014 - 11:18 م بتوقيت عدن

نساء اليمن يعملن بطلاء الحوائط
مشاركة النساء في سوق التوظيف في اليمن ساءت منذ انتفاضة عام 2011.

صنعاء((عدن الغد))جديد اليوم:

 

يسعى برنامج في اليمن إلى مساعدة النساء صغيرات السن على صقل مهاراتهن الخاصة بالتوظيف وتعليمهن كيف يتحدين الصور النمطية ذات الصلة بالنوع في الدولة العربية المحافظة. ويهدف البرنامج، الذي يديره مشروع تمكين الشباب اقتصادياً، إلى تشجيع الشابات على تعلم مهارات جديدة تفتح أمامهن أبواب الالتحاق بوظائف كانت مقتصرة تقليدياً على الرجال في اليمن.

 

وفي مدرسة 7 يوليو للبنات بالعاصمة اليمنية صنعاء تولت امرأتان من المشاركات في البرنامج عملية طلاء حوائط المدرسة. وتضع المرأتان، سمر المطري ونجاح علي، خوذات حماية للرأس وأقنعة على الوجه أثناء عملهن في طلاء حوائط ممرات المدرسة والتلميذات يذهبن ويجئن إلى جوارهن. وبدأ المشروع في عام 2012 بدعم من برنامج الأمم المتحدة الانمائي وحكومتي اليابان وكوريا في مسعى لعلاج بطالة الشباب المتفشية في اليمن.

 

وقالت سمر المطري إنها وجدت أن البرنامج أقل صعوبة مما كانت تتصور. مضيفة لتلفزيون رويترز: "احنا اشتركنا مع مؤسسة (مدنية) وبدأنا نرنج (ندهن) واشتغلنا هذا العمل وأعجبنا تمام. وحسيت إنه كويس وتناغمنا معاه سهل مش صعب زي ما كانوا يقولوا. طلع بسيط وممتع حتى".

 

ويقدم المشروع للمشاركات وظائف لفترة قصيرة وينصحهن بتوفير جزء من دخلهن لاستثماره في مشروع صغير دائم. ويمكن لبرنامج الامم المتحدة الانمائي أن يضاعف هذا المبلغ بنسبة تصل إلى 300 بالمئة.

 

وتقول نجاح علي إنها بدأت بالفعل مشروعها الصغير وتواصل جمع المال بالعمل في مجال مهنة الطلاء. وأضافت "الشغل الذي اشتغلته في الطلاء ساعدني (المال) على أن أقوم بعمل مشروعي الآن من أرباحه. الآن أشتغل في البقالة (محل تجاري صغير) وعندي مهارة (مهنة) الطلاء جارية (مستمرة)".

 

ويقول معلم طلاء يدعى الخضر سالم تتجاوز خبرته في مجال الطلاء 35 عاماً، إن عمل النساء بالطلاء في اليمن سيفيد الرجال أيضاً. وأضاف "اللي عنده أسر (عائلات نساء) بدل ما يسرحوا (يستخدموا) آدمي (رجل) ويخلوه بالبيت وعنده عمل (صاحب المنزل) يسرحوا الحُرمة (المرأة). بس يعني مش عملها زي عمل الأُسطى اللي هو ماهر في المهارة (المهنة)".

 

وتشيد كوكب الذيباني المختصة بمشروع تمكين الشباب (برنامج الامم المتحدة الانمائي) بأهداف البرنامج قائلة "بعد 2011 كما تعرفون، أهم المطالب التي طالب بها الشباب اليمني هو توفير فرص عمل. المنهجية حاولت أن تقوم بالاستجابة لهذه المطالب واستهدفنا 520 نفراً، منهم 110 شابات، بحيث نجعلهم ينخرطون في أعمال سريعة توفر لهم دخلاً، وبحيث  يستطيعون تنفيذ مشاريعهم المستدامة وهي مشاريع صغيرة".

 

وتقول المديرة التنفيذية في مؤسسة لأجل الجميع للتنمية هند عطشان، وهي منظمة غير حكومية، إن المشروع حقق نجاحاً حتى الآن. وأضافت "كمشروع تجريبي، أنا أرى أنه حقق نجاحاً على كل المستويات، وإن كنا واجهنا تحدياً في البداية. إنه مهنة طلاء، فكيف يمكن إشراك الفتيات في هذا المجال؟. هل هناك قبول من المجتمع أن الفتاة تمارس مهنة طلاء أم أنها، كفكرة مشروع بالنسبة إليها كانت تحدياً؟".

 

ويقول منسق الأمم المتحدة المقيم في اليمن باولو ليمبا، إن المشروع يمثل تحدياً لكنه سيسرع بالتعافي ويروّج للمساواة. وأضاف "أهداف المشروع تحاول مساعدة النساء للتعبير عن مدى مشاركتهن في السلام وأن يصبحن قائدات في التنمية الاقتصادية والمشاركة في بناء الدولة وادارة موارد اقتصادية وإظهار قدراتهن الاقتصادية". وأضاف "هل سيكون تدريباً سهلاً؟ لا. سيكون مرهقاً. هناك خرافات ثقافية وقوى اجتماعية رجعية لا تقبل الدور الذي تستحقه النساء في إعادة بناء الدولة هنا. لكن هل سيكون مستحيلاً؟ أيكون حلماً؟ لا. ليس حلماً. إنه حقيقة وسيحدث".

 

ويقول برنامج الأمم المتحدة الانمائي إن مشاركة النساء في سوق التوظيف في اليمن ساءت منذ انتفاضة عام 2011، حيث تقول أربع نساء من كل خمس إن أوضاعهن زادت سوءاً.