انتظر صاحبه المشرد عند باب المستشفى حتى خرج في اليوم الثامن، فاحتفى بخروجه سالمًا بلهفة لا تضاهيها لهفة إنسان. إنه الكلب سيكو الذي أبى أن يغادر بوابة المستشفى، منتظرًا أن يرى لاوري دي كوستا، البرازيلي في عقده الخامس، الذي لا أهل له ليطمئنوا إليه، ولا مأوى.
ليل نهار
في 31 آذار (مارس) الماضي، ضربه احدهم بحجر في مدينة باسّو فوندو بالجنوب البرازيلي، فنقله مارة إلى أحد المستشفيات الحكومية، حيث اكتشف الأطباء إصابته بورم سرطاني جلدي، فاستأصلوه. وبقي سيكو منتظرًا صديقه المريض عند باب المستشفى نهارًا، ينام في باحتها ليلًا، من دون كلل، آملًا أن يلمح كوستا ولو لمحة واحدة. تواترت قصته، ووصلت إلى جمعية محلية للرفق بالحيوان، فوفرت له الطعام من بقايا غذاء المرضى، لأن المستشفى يمنع إدخال الحيوانات.
وفي اليوم الثامن، أخرجوا كوستا ليرى كلبه على كرسي للمقعدين، وآثار الجراحة واضحة على رأسه، فوثب إليه كلبه مدفوعًا بغريزة الشوق الكبير، يتحسسه ويحاول في لحظة أن يفك وثاقه عن الكرسي، ولسان حاله: "هيا يا صديقي، فلنذهب من هنا!".