آخر تحديث :الثلاثاء-07 مايو 2024-02:59ص

أدب وثقافة


في ذكرى رحيله الأولى .. عبدالرحمن باجنيد صوت الفن الأصيل الذي افتقدناه

الخميس - 19 أبريل 2012 - 11:50 ص بتوقيت عدن

في ذكرى رحيله الأولى .. عبدالرحمن باجنيد صوت الفن الأصيل الذي افتقدناه
الفقيد عبدالرحمن باجنيد احد رواد الأغنية اليمنية الذين غردوا في سمائها بأغانيهم العاطفية في مرحلة تاريخية من مراحل الفن والغناء في الزمن الجميل

عن صحيفة عدن الغد الورقية

للأسف تمر هذه الأيام الذكرى الأولى لرحيل الفنان والمذيع المبدع عبدالرحمن باجنيد مرور الكرام دون اي خبر يذكر او أمسية فنية لذكرى رحيله وذالك عرفانا وتكريما لفقيدنا عبدالرحمن باجنيد لما قدمه من أعمال فنية في الساحة اليمنية.

 

والفقيد عبدالرحمن باجنيد احد رواد الأغنية اليمنية الذين غردوا في سمائها بأغانيهم العاطفية في مرحلة تاريخية من مراحل الفن والغناء في الزمن الجميل التي عاشتها مدينة عدن (عروس البحر العربي ) فقد امتاز بصوته وأدائه الرائع اسعد فيه عشاق فنه في ذلك الزمن.

 

وفقيدنا المذيع عبدالرحمن باجنيد من مواليد عدن وبدا حياته الفنية مع مجموعة من الفنانين في عصره الذهبي فهوا ينتمي إلى مدرسة الفقيد الفنان احمد قاسم مع مجموعة من زملائه الفنانين مثال:

محمد عبده زيدي محمد سعيد منصر نديم عوض الزوقري وغيرهم.

 

ومن أعماله الفنية التي قدمها خلال مسيرته الفنية في مدينة عدن تلك الأغاني الرائعة الجميلة منها:

اذكريني " أعطيني ياطير من ريشك جناح " كتب كلمات هاتين الأغنيتين الشاعر الأمير صالح مهدي بن علي العبدلي فالأول يقول مطلعها:

اذكريني كلما هب النسيم       اذكريني كلما اخضر الاديم

اذكريني كلما ذقت النعيم       انا لازلت على الحب مقيم

اذكريني كلما اهتز الشجر       اذكريني كلما شعشع قمر

اذكريني كلما البدراستتر         حبك اشتد بقلبي واستعر

أما الأغنية الثانية أعطني ياطير من ريشك جناح جاء مطلعها:

أعطني ياطير من ريشك جناح   بلق المحبوب ذي ولى وراح

بتبعة في الليل ولى في الصباح  حينما ولى معه باحمى حماة

مانسي قلبي حبيبة مانسي   كيف ينسى ثغر منة يحتسي

كيف ينساها عيون النرجسي  كيف ينسى في الهوى وخلة يباه

وكما شجى فقيدنا باجنيد أغنيته طير وادي تبن التي كتب كلماتها الشاعر الكبير لطفي جعفر أمان ويقول مطلعها:

طير من وادي تبن    حط في قلبي وسكن

والهوى فيه ماسكن  طير من وادي تبن

طير خفاق الجناح   جدد الماضي وباح

آه من فيه جراح   اسمها الحب والشجن

وهذه الأغنية من الحان الاميرمحسن بن احمد مهدي حفيد القمندان

إلى جانب ذالك غنا فقيدنا باجنيد رحمة الله وطيب ثراه لبض الشعراء اليمنيين الأغاني التالية:

حلاوة ولى نار" للشاعر احمد شريف الرفاعي.

ياناسي غرامك" للشاعر علي أمان.

وبعض الأغاني كأغنية بشرى العيد" عني لنا غني "حبيب القلب فيه نفسي.

كما غنى أغنيتين للمناسبات الدينية:

قدم الفقيد باجنيد رحمة الله أغنيتين لقدوم شهر رمضان وعيد الفطر المباركين فالأولى تم تسجيلها في شهر رمضان بتلفزيون عدن "استيديو رقم واحد" في تاريخ 29 9 1964م

يقول مطلعها:

الفين أهلا   الفين مرحب

رمضان اقبل  والخير قرب

أهلا أهلا يارمضان

أهلا بالنور   ليالي صفاء

رمضان نورها  يطل رضاء

أهلا أهلا يارمضان.

انظر صحيفة الأخبار لعام 1964"

أما الأغنية الأخرى لقدوم العيد تقول مطلعها:

يافرحة في القلوب وسلام   يا أجمل بشرى للي صيام

ياعيدهليت علينا نور           وخير وسلام على الإسلام

نهنئ بعضنا في يومك        ونقول مبروك أجانا العيد

وأحزان القلوب تنسى أساها  فيك يايوم سعيد

"انظر جنة الأشعار للبكري".

وأثناء افتتاح تلفزيون عدن في الرابع من سبتمبر1964

اختير الفقيد عبد الرحمن باجنيد ضمن أربعة أشخاص كمذيعين

لتلفزيون عدن حينذاك كان الفقيد باجنيد يستعد للسفر إلى اليونان حيث ألغى السفر نتيجة لاختياره للعمل بالتلفزيون كمذيعا متألقا فقدم أعمال تلفزيونية ناجحة ومن البرامج التي قدمها:

مسابقات تلفزيونية خاصة للطلبة والطالبات  فهي مسابقة فكرية وعلمية.

قدم واخرج برنامج تلفزيوني "جنة الألحان" فكانت أول تجربة في الإخراج التلفزيوني كبرنامج كامل على الشاشة التلفزيونية واستضاف في هذا البرنامج الفني مجموعة من عمالقة الفن والغناء في عدن.

إلى جانب ذالك قام بترجمة جملة من الأعمال الفنية بالتلفزيون من اللغة العربية إلى الانجليزية ومن بينها المسلسل الشهير الهارب وبعد ذالك انتقل الفقيد إلى العمل خارج الوطن لينضم في العمل مذيعا في إذاعة هولندا بالقسم العربي واستمرت هجرته خارج الوطن لأكثر من أربعين عاما.

وفي منتصف الستينيات من القرن الماضي شارك الفقيد في حفلات فنية خارجية في مدينة مع فرقة محلية وفي القاهرة أثناء تواجده هناك سجل في إذاعة صوت العرب مجموعة من أغانيه وبعد ذالك غادر القاهرة متوجها لزيارة بعض الدول الأوربية لإحياء حفلات فنية وأيضا للعمل لاكتساب بض الخبرات الفنية والعملية في مجال التلفزيون.

وفي22مارس 1964م أقامت بلدية عدن مهرجان رياضيا لكرة القدم على ملعب البلدية ملعب الحبيشي حاليا وكان ريع المهرجان لصالح الفنان عبد الرحمن باجنيد وحيث شاركت الفرق الرياضية كانت المباراة الأولى بين شباب التواهي ضد الأحرار والمباراة فريق شباب الجزيرة ضد الحسيني والثالثة فريق الفنانين ضد فريق الطلبة وكان الفنان القدير محمد مرشد ناجي قام بادرة تحكيم هذه المباريات (انظر صحيفة الاخبارمايو1964).

لقد أبدع فقيدنا باجنيد في الساحة الفنية كفنان بصوته الشجي وأدائه الرائع كما أبدع في الساحة الإعلامية كمذيع متألق على تلفزيون عدن وإذاعة هولندا خارج الوطن.

 

لن ننسى أغاني الباجنيد الرائعة في ذالك الزمن الجميل كنا نسمعها دائما في اذعة عدن في الصباح ونحن نتأهب للذهاب إلى المدرسة وللأسف اليوم نتوق إلى سماعها ولم نجدها فهل تتكرم إذاعة عدن للبحث في أرشيفها لتلك الأغاني وبعض الأغاني للفنانين في زمن الفن الجميل في مدينة عدن.

 

ختاما سلام ورحمة لروحه الطاهرة بقدر ما قدمه وضحى في مشوار حياته الإبداعية كفنان ومذيعا سيضل الباجنيد في قلوب محبيه وأصدقائه ساطعا ومشرقا على الدوام,   انا لله  وانا إليه راجعون.

 

*من خالد سيف سعيد