آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-04:36ص

ملفات وتحقيقات


قصة محامية وراء القضبان لكسر((تابوهات)) المجتمع بعدن

الخميس - 10 أبريل 2014 - 06:04 م بتوقيت عدن

قصة محامية وراء القضبان لكسر((تابوهات)) المجتمع بعدن
وردة بنت سميط أثناء حملة توزيع ملابس للسجينات - عدن الغد.

عدن((عدن الغد))هنا صوتك:

 

على طول طريق طويل وفي حر ظهيرة عدن – جنوب اليمن تمشي المحامية وردة بنت سميط حاملة حقيبتها وتستعد لدخول أحد سجون المدينة..كغيرها من نساء جيلها اختارت أن تدرس الحقوق لكنها الأولى بينهن التي تميزت بكسر (تابوهات) مجتمعها بإقتحامها السجون لتقديم خدمات للسجناء والأحداث عبر مؤسستها (عدالة للحقوق والحريات ) لتتعرف عن كثب عما يدور حقا في عالم ما وراء القضبان .

 

أكون أو لا أكون :

تتحدث المحامية وردة بنت سميط  لهنا صوتك عن بداياتها وقصة تعثرها بمهنة المحاماة وتقول : أسرتي أرادتني أن أغدو معلمة وبناء على رغبة الجميع حولي اكتشفت أني معلمة فاشلة مع رفض مدير أحدى المدارس استقبالي , وهنا أدركت أنه لا مناص من أن أكون ما اريده.

 

  كانت القصة منذ البداية تقف عند حقيقة (( أكون أو لا أكون )) ولذا كنت ما أردت ودرست الحقوق بجامعة عدن .منذ طفولتي كانت لي سلوكيات وصفات المدافعين وأذكر أنني لم أكن اسمح بحدوث أي أخطاء أمامي . وأضافت : أحببت العمل الانساني والحقوقي منذ البداية وآمنت بالإنسان وحقه في العيش متمتعا بكافه حقوقه وأهمها حقه في الحرية ومع هذا اليقين العميق واجهت تباعا حقيقة مؤلمة  لبلد كاليمن يفتقر المواطن لأبسط حقوقه وتكتظ السجون فيه بإنتهاكات واسعة لحقوق الإنسان .

 

استقبال:

 

في العام 2005م واجهت وردة بنت سميط مجتمعها في مدينة عدن كمحامية لأول مرة  لكن للأسف لم يستقبلها المجتمع أنذاك بالورود على الرغم من تاريخه المدني العريق الذي يحفل برائدات وحقوقيات كالسيدة المحامية راقية حميدان التي تعد أول محامية في اليمن.

 

تتذكر وردة ماحدث لها منذ أعوام قائلة : " كان كل من يسمع اني خريجة حقوق يضحك وتم رفضي من مكاتب بعض المحامين الذين طلبت الالتحاق بمكاتبهم من أجل التدريب " . وتضيف : " تحسنت الظروف مع الكثير من الصبر والمواجهة فوجدت مكتب محاماة تدربت فيه ودفعني أحدهم لإحدى المنظمات الدولية لأصبح أول محامية للأجئين الصومال في عدن , بعدها توالت الفرص وعملت مع جهات حقوقية ومنظمات حقوق الإنسان , هناك من آمن بي وبقدراتي ودفعني للأمام والكثيرون ممن حاولوا دوما وضع العراقيل والصعوبات . لم أنتظر ورودا ليقدمها لي أحد ..كنت أهدي نفسي تباعا باقات مملؤة بورود من صبر وعزيمة وثبات " .

 

خطورة: 

 

في مجتمع ذكوري بإمتياز كاليمن يرى في مهنة المحاماة مهنة رجولية بحتة ليس هكذا وحسب فكرة إنشاء مؤسسة تعنى بالحقوق والحريات وتهدف بالمجتمع للوصول الى ( العدالة)  وتترأسها إمرأءة تقاتل بشراسة  لتكسر ( تابوهات) كثيرة وضعها المجتمع .

 

ينظر الجميع الى السجن كمكان مكتظ بالمجرمين وكمكان ليس من المرغوب أن تزاحم فيه النساء الرجال كما ينبغي الحصول على تصريح لدخوله لتجاوز عقبات كثير من المسؤولين والضباط والذين هم رجال على الأغلب . أن تترأس إمرأة مؤسسة حقوقية تتكفل بتقديم خدمات للمساجين وإعادة تأهيل تعليمي وحرفي كان في تلك المهمة خطرا اجتماعيا على الأغلب لكونها الأولى من تجرأت لذلك بأولى الخدمات التي قدمتها المؤسسة إبان تأسيسها في العام 2012م .

 

أشارت وردة أن الثقة بالنفس والعزيمة على الأستمرار رغم كل الصعوبات كان بمثابة المفتاح لإقتحام عالم السجون , أرغمت من حولي ألا ينظروا إلى شكل جسدي كأنثى بل أن ينظروا بعقولهم الى ما أفكر وأؤمن به من مبادىء والرسالة السامية التي أحملها حيثما رحت .

 

ارتباط :

أثناء مشاهدتي لأرشيف صور وأنشطة مؤسسة عدالة بالتوازي مع التحديق بوجه وردة وهي تتحدث بشغف عن السجن أثار استغرابي أكثر أن يغدو السجن – المكان الأخطر – وطنا لإحداهن , ليست قصة وردة وحسب أنها تأثرت منذ زمن بسيرة حياة المناضل ( نيلسون مانديلا) كنت أجد سرا دفينا وراء هذا الشغف الإنساني والإرتباط العميق , الوثيق بالسجن

 

. سألتها عن السر وراء نضالها الحقوقي لتحقيق الحاجة الملحة الأبدية للمجتمع اليمني وللمجتمع الإنساني بشكل عام وهي ( العدالة ) سألتها عن عالم ما وراء القضبان فقالت : " يظل ارتباطي بالسجن عميق لتأثري مرة بأحد السجناء تعمد الإشارة لي  وكتب لي على ورقة لعدم استطاعته النطق وطلب مني توفير طبيب له , سيظل هذا الرجل في ذاكرتي ماحييت لأني بعد احضاري للطبيب وجدته قد توفى ".

 

رسالة للمستقبل :

اختتمت حديثي مع المحامية وردة بنت سميط بسؤالها عن أحلامها للمستقبل فقالت : " أحلم أن تكون مؤسسة عدالة منظمة دولية مقرها الرئيسي بعدن بوجود فريق حقوقي مؤهل " .."أحلم بالكثير والكثير لأمال السجناء وأوجاعهم , الأحداث والنساء المعنفات أيضا " . "من المهم أيضا لمحاميات وحقوقيات المستقبل أن يؤمنوا بما بداخلهم وأن يجعلوا أعظم ما بداخلهم الإنسان فقط وبتحديد الأهداف والعمل بثقة وثبات  وتحدي يستطيعن إنجاز الكثير " .

 

من: شيماء باسيد