آخر تحديث :السبت-01 يونيو 2024-02:02م

آراء

أصل الحكاية

الجمعة - 17 مايو 2024 - الساعة 06:30 م

بقلم: د. عصام المقبلي
- ارشيف الكاتب

في عام 2005,م كنت في ضيافة أستاذي ومعلمي البروفسور الأستاذ الدكتور هادي نهر -أطال الله في عمره -
كنت حينها طالب ماجستير وكان هو البروفسور المشرف على رسالتي -حاليا الدكتور بين العراق والأردن وعميد لاحدى الجامعات الأهلية-
قدمت لنا وجبة العشاء المتنوعة وكأن من ضمنها البيض المسلوق.

أتذكر حينها سألني الدكتور هادي النهر سؤالا غريبا .
قال لي : لماذا ياعصام معظمنا يأكل بيض الدجاج ولا يأكل بيض البط، مع أن فوائد بيض البط أكثر من بيض الدجاج، وحجم بيض البط أكبر من حجم بيض الدجاج ، وبروتين بيض البط أكثر من بروتين بيض الدجاج ، فلماذا لا نأكل بيض البط ؟
كان السؤال مربكا لي !! فرديت مسرعا : بيض البط غير متوفر عندنا .
قال : أنا أتحدث بشكل عام في كل الدول بيض البط متوفر لكنهم لا يأكلونه ويفضلون بيض الدجاج ؟
لم أستطع الإجابة !!
أصل الحكاية ياعصام بسيطة فالدجاجة حين تبيض تجلس على بيضها (تحفش ) وتقعد تكاكي وتنقنق، وتصيح، وتعلن عن إنتاجها الجديد المتوفر وتحدد مكانها من خلال موقع صياحها (ياناس معايا بيض متوفر وأنا قاعده علية ) تعالوا معي بضاعة جديدة وتعلن عن بضاعتها ومكانها وبالتالي حققت التسويق لمنتجها من خلال الدعاية والصياح،
على عكس البطة عندها جودة في البضاعة،ف (بيضها) غني بالفيتامينات وأكبر حجما لكنها تبيض بصمت دون أن تعلن عن إنتاجها فلا يعلم أحد عن إنتاجها ولا مكانها ولا جودته ويبقى مكانه مجهولا ويحتاج عناء للبحث عنه، فعدم اعلان البطة عن إنتاجها على الرغم من اهميته وجودته يقشلها.

أيقنت أن سؤال الدكتور رسالة أعمق بكثير من المعنى الذي وصلني حينها وهو الكرش ( ودلع كرشك ).
التسويق نعم التسويق !! والدعاية والإعلان الموضوع متعلق بالمنافسة والتسويق للمؤسسات ومنجاتها وليس المؤسسات فقط .
وخلاصته :قد تكون هناك منجات أو مخرجات لمؤسسات أو غيرها ضخمة ومتميزة لكن لايتم التسويق والإعلان عنها بالشكل المطلوب وتكون هناك منتجات أقل جودة لكنها تكون أكثر رواجا بسبب الدعاية والإعلان عنها فيتفوق الرديء في الغالب .

على فكرة المثال لا يقاس فقط على المنتج في المؤسسات فمن الممكن أن،يقاس على كل شيء ومن ضمنهم الأفراد
(الأكفاء) أكفاء،- بسكون الكاف لا بكسرها - لكي لا يذهب المعنى بعيدا .
فهناك الكثيرون الذين لديهم قدرات ومؤهلات وخبرات لكن لا يعلم عنهم أحد ، وهناك الأكثر أقل قدرة وامكانات وخبرة، لكنهم لديهم كوسة (وساطة ) ، أو أنه استطاع أن يقدم نفسه بوسائل مختلفة ، مع أنهم أقل قدرة ومؤهلات فما عليك إلا أن تكاكي وتنقنق وتصيح لكي تعلن عن نفسك.. وعجبي !!