آخر تحديث :الإثنين-03 يونيو 2024-10:05م

النقيب لزرق.. وفاجعة الرحيل المبكر

الجمعة - 10 مايو 2024 - الساعة 07:30 م

صالح العمودي
بقلم: صالح العمودي
- ارشيف الكاتب


يطل علينا بصوته الهادئ الحيي تصاحبه نبراته المفعمة بالأخلاق والمليئة بأطروحاته القانونية الصارمة في كل قضايا ونقاشاته لمحاور الصراعات التي تكتظ بها مجتمعاتنا والتي يسودها فوضى النزاعات والثارات القبلية إلى اللانهاية .

يستدرك رجل القانون الأمني الأكاديمي وضعنا الحالي والذي ساد بين اوساطه العرف المجتمعي والذي تارة ما تؤول تدخلاته للحسم وطي الخلاف وتارة أخرى تسعى بعض أطرافه إلى تأجيجه واستفحاله ويستحيل احتوائه وحسمه للأجهزة الأمنية ، فيكون لزاما التعاطي وفقا لذلك كضرورة ملحة لا ينقصها سوى متأزم وخارج عن أعراف وعادات المجتمع .

ما يحز في نفسي اننا وخلال ثلاثة أعوام ونيف مضت على قيادته لفرع عمليات واتصالات الجهاز للمحافظة نتعامل ونتبادل آراء ونقاشات العمل مع رجل صلب وجلد ولم يمهلنا لمعرفة حقيقة ما بداخلة من معاناة سوى لأشهر قليلة مضت هي التي أظهرت سوء حالته الصحية وحاجته الماسة للعلاج في الخارج .

ورغم حالته الصحية الحرجة والتي تستدعي سرعة تسهيل إجراءات ترحيله للعلاج الا أن وزارة الداخلية للأسف لم تتعامل بجدية حيال ذلك فغادر مجتمعه وأسرته للأبد وغادرنا كزملاء كادر أمني مهني أكاديمي ثلاثيني وهو في مقتبل عمره وعنفوان شبابه ونحن في أشد حاجة إليه وخبراته ومؤهلاته فخسرنا زميلا معطاء مدركين بخسارته تماما خسارة مجتمع وعشيرة وجهاز أمني نبراسا قلما يجد في وقتنا الحالي تاركا بصماته الخالدة في جبهات القتال واطروحاته الفنية والإدارية في أرشيف الوزارة .
فرحم الله زميلي وقائدي وسندي الرائد احمد لزرق واسكنه الفردوس الأعلى من الجنة .