آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-10:40م

وجهة نظر والتفكير بصوت عال

الجمعة - 10 مايو 2024 - الساعة 07:22 م

أ. د. محمد عبدالهادي
بقلم: أ. د. محمد عبدالهادي
- ارشيف الكاتب


الشماليون الذين يسيطروا على مقاليد سلطة الشرعية هم خارج الحسابات السياسية بالنسبة للحوثيين ويعتبرونهم من بقايا ومخلفات نظام ولاء دون رجعة.

الحوثي تحول في نظر الإقليم والمجتمع الدولي من (انقلابي) على السلطة في بداية الحرب عام 2015 الى (سلطة الأمر الواقع) المسيطر على كل مناطق الشمال اليوم بل ويتفاوض معه الإقليم والمجتمع الدولي عبر مبعوث الأمم المتحدة الى اليمن والمبعوث الأمريكي.

بمعنى إذا تم التوصل الى تفاهمات مع الحوثيين عبر مبادرة السلام السعودية او عبر خطة السلام الدولية يكون أمر الملف في الشمال قد حسم وتمت التوافقات الإقليمية والدولية بشأنه سيبقى الملف الجنوبي قائما ولا يمكن بأي حال من الأحوال تجاوزه او القفز عليه اذا استمر الثبات على الموقف والتعاطي السياسي والدبلوماسي القادر على لعب دورا تفاوضينا موضوعيا و حكيما للوصول الى تطلعات الجنوبيين من ناحية وتطمئن المجتمعين الإقليم والدولي بصواب النهج وشراكة المصالح والحفاظ عليها وشريكا فاعلا في امن واستقرار المنطقة وإقامة علاقات التعاون مع الجيران وبخاصة الشمال سواء كان ذلك عبر التعاون والاستقرار في اطار دولتين متجاورتين او في دولة كنفيدرالية او فدرالية الاقليمين شمال وجنوب.

وكل الخيارات مفتوحة وفقا لطبيعة الوضع وتوجهات المصالح الدولية ومن هنا اردنا التأكيد على ان التمسك بالتمثيل الجنوبي بإرادة و بأداة سياسية موحدة أضحت لاعبا معروفا اليوم إقليميا وعربيا ودوليا ( المجلس الانتقالي الجنوبي ) المسترشد بالميثاق الوطني الجنوبي و التوجهات والمبادئ الوطنية الجنوبية الذي أجمعت عليه الكثير من القوى السياسية الجنوبية.

والحقيقة أن التطورات متسارعة مما تستدعي عملا متجددا وديناميكيا بعيدا عن المعتاد ويؤام بين المتطلبات وخيارات الواقع...نحتاج كجنوبيين للتفكير بصوت عال خارج الصندوق نجيد فن التحالفات الداخلية والخارجية ووفقا للمصلحة والهدف وبما تقتضيها الضروريات ونقترب من المأمول ذو التأثير والفعال .

فالقوة مطلوبة وعامل مهم ولكنها تحتاج الى عقل سياسي واعي لتغذو اكثر فعالية وحضورا واستغلالا واغتناما للفرص وتحقيق الارادات الوطنية الراهنة والمستقبلية.