آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-08:30م

السودان... بين فكي كماشة الحروب وأوجاع المواجهات الدامية والمجاعات

الجمعة - 10 مايو 2024 - الساعة 04:51 م

عفاف سالم
بقلم: عفاف سالم
- ارشيف الكاتب




السودان البلد الطيب المسالم بطبيعته وببساطته الغني بخيراته وثرواته المهدرة ولذا فالغالبية العظمى من الشعب قد لا يمتلكون قوت يومهم ويبحثون عن أسباب الرزق الحلال ويكدحون للتغلب على شظف العيش وقساوة الحياة بالخارج والداخل إلا أن فتيل.الحرب رغم كل ذلك لم يعتقهم وأبى أن يتركهم وشأنهم وما يزيد الطين بله هي الصراعات المستمرة التي شردت العباد وتسببت بقتل بشر كثير وقوافل الضحايا مازالت تتزايد بشكل مؤلم

دمار السودان اليوم يرسم مشهدا بائسا للمشاهد حينما تنظر للضحايا التي تبثها وسائل الاعلام والاتصال ومنها فيديوهات لنساء يحملن أطفالهن على ظهورهن وقد فاضت الأرواح لبارئها في حين أن الأطفال ملتصقين بظهور الأمهات يصرخون ويصرخون لكن دونما جدوى إذ لا مجيب ترى مامصيرهم ؟ والى أين ستلقي بهم سفينة الحياة والأمواج عاتية وطوق النجاة مازال بعيدا جدا إن لم يتم تغليب القيادات للمصالحة الوطنية الحقة ونبذ العنف وافساح المجال للتحاور البناء ايثارا لمصلحة الشعب المغلوب على أمره الذي لا طاقة له بالتشرد ولا امكانية لديه للتنقل والنزوح

الحروب والصراعات والنزاعات دوما لا تأتي بخير ابدا ودوما يدفع ضريبتها المواطن البسيط الذي وجد نفسه بين عشية وضحاها ضحية حرب ضروس تدوس بلا رحمة وتهدم كل جميل فيها وتجعل المكان موحشا ومقفرا تداهمه اللصوص وتفتك به المجاعات

كم هو مؤلم أن تشاهد ذلك الدمار المريع الذي حل بغزة من عدو غاصب انتهك الحرمات والقوانين الدولية وجميع الشرائع الأخلاقية والإنسانية والدينية بحق شعب أعزل لكن العزاء أن موعدهم الجنة والغزاة مصيرهم جهنم وبئس المصير

بينما السودان تعاني حربا من نوع اخر نشبت قبل عام بين عشية وضحاها بين اخوة فمنذ شهر رمضان الكريم الماضي والصراع محتدم بين الإخوة وهذه كارثة حينما تكون لغة الموت والعناد هي لسان الحال

البنية التحتية تدك بلا رحمة والهدنة التي يتفقون عليها إن وجدت ما أن تنتهي مهلتها حتى تعود اشرس من ذي قبل وتلتهم ماطاب لها دونما رحمة

رجالات السودان المؤهلة من الكفاءات التربوية والأكاديمية حيارى بينما القادة العسكريين يذهبون ضحايا لمعارك طاحنة الرابح فيها خاسر

فالسودان الشقيق يخسر الكفاءات ويخسر الأمن والاستقرار و يجني الحصاد من الدمار فأين العقلاء؟ ومتى تنتهي الحرب بدلا من أن تتسع بؤرتها لمناطق أخرى تنشد الأمن اذ ليس بمقدور الجميع الهجرة والنزوح ويحلمون بانفراجه وشيكة تنهي لغة الفناء وتوقف اعمال السلب والنهب لشقى العمر وتنقذ البنية التحتية والخدماتية

عجلة الحياة لابد أن تدور مجددا وتنعش المجالات الحيوية والتنموية وتضمد الجرح النازف هناك

يجب أن يتجه القادة للتسويات وللمحاورات وإنقاذ مايمكن إنقاذه وكفى بلدهم ماعانته وتعانيه فأكثر من نصف السكان بحاجة للمساعدات الإنسانية

السودان قبلة للمبتعثين بالدراسات الأمنية وغير الأمنية وفيها من الكوادر العلمية والأكاديمية والقيادات الأمنية من يمكنه الإسهام بشكل جدي في إنقاذ بلدهم من الانزلاق إلى الهاوية

ولكم العبرة في اليمن التي عانت الصراعات والحروب منذ قربة العشر سنوات ومازالت تعاني المجاعات وتردي الخدمات حتى في المحافظات المحررة تغيب الكهرباء لأيام تتخللها ساعة أو ساعتين ثم تغادر رغم أننا مازلنا في بداية الصيف فما بالكم بعز الصيف كما تتردى الخدمات بشكل مؤسف ويعم الغلاء وتفرض الجبايات ويرتفع الصرف ويزداد الجياع ولا يغير الله مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم ولا حول ولا قوة الا بالله

هذه رسالتنا إلى الإخوة العقلاء بالسودان وأملنا أن يتحمل التحالف مسؤوليته تجاهه لكونه أحد الاعضاء فيه .

وختاما الشكر موصول لكل وطني غيور يبذل جهده لتعزيز السلام والاستقرار في بلده وللأكاديميين بالجامعات المختلفة الحريصة على استمرار العملية التعليمية التي فتحت أبوابها في البورت سودان وغيرها في ظل الظروف الاستثنائية التي تشهدها السودان والشكر موصول للملحقية الثقافية التي مازالت مرابطة وتبذل جهدها لتذليل العقبات التي تواجه المبتعثين هناك..

نسأل الله أن يصلح احوال البلاد والعباد ويعم السلام وتعود عجلة الحياة للدوران فيها مجددا

وماتنسوا الصلاة والسلام على اشرف الانبياء و المرسلين

عفاف سالم