آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-09:59م

جزيرة صيرة.. تختنق

الجمعة - 10 مايو 2024 - الساعة 04:44 م

ثروت جيزاني
بقلم: ثروت جيزاني
- ارشيف الكاتب


تعاني جزيرة صيرة والتي كانت تقبع بسلام في الطرف الجنوبي لمحافظة عدن ، من تعدد مصادر التلوث في بحرها ، ذلك البحر الذي طالما الهم الشعراء بجمالة الاخاذ ، وكان موقعا لاهم مصادر اصطياد الاسماك والذي (كان) لا ينافسها عليه احد .
جزيرة صيرة بمساحتها المتواضعة ، وبحرها الزاهي في خليج عدن تعاني اليوم من اشد انواع التلوث على الاطلاق ، واهم مصدر للتلوث يأتي من تدفقات مياه الصرف الصحي بمعدلات تفوق 35,000متر مكعب يوميا دون معالجة .

وقد ظهر جليا اثار ذلك التلوث بتغير لون البحر المحيط لجزيرة صيرة الى اللون الاسود وحتى رمال الشواطئ فقد اكتست بالسواد وصولا الى ساحل أبين ، ناهيك عن انبعاثات الروائح الكريهة بسبب استمرار الضخ ومنذ سنوات لمياه الصرف الصحي مباشرة الى بحر جزيرة صيرة دون معالجة ، متسببة بأشد انواع التلوث البحري ، والخشية تحول البحر الى بحر خالي من الاحياء البحرية(بحر ميت) بسبب تكون طبقات تمنع عملية التمثيل الضوئي للنباتات البحرية المؤول الاول للأسماك والاحياء البحرية الدقيقة المسئولة عن سلسلة النظام الغذائي للأسماك الاكبر حجما.

مازالت محطة الصرف الصحي التي بجانب مستشفى عدن تعمل على ضخ المياه العادمة منذ سنوات بل انها تضخ نلك السموم لأكثر من عقد ، وتحديدا منذ توقف محطة العريش لمعالجة مياه الصرف الصحي عن استقبال مياه الصرف الصحي من كل مديريات العاصمة عدن .

لم يقف الحال عند هذا الحد فقط بل ان بحار جزيرة صيرة تتعرض كغيرها لأكبر عملية تلوث بلاستيكي ، فالأمر لا يحتاج الى متخصصين فالأمر جلي وظاهر للعيان ، بل يحتاج من المتخصصون الذهاب لزيارة شاطئ صيرة بطريق ( معجلين) وسيشاهدون بأم اعينهم اكوام من المواد البلاستيكية المنتشرة على الشريط الساحلي المؤدي الى ( معجلين) وتحديدا في موقع رسو قوارب الصيادين .

دعوة صادقة من قلب غيور على مدينته الى محافظ العاصمة عدن وذوي الاختصاص ، أن يتعاملوا مع الامر ك(حالة طوارئ) وفيها تشرف قيادة محافظة العاصمة عدن على سرعة إنجاز مشروع ربط مضخة الصرف الصحي لمديرية صيرة مع احواض المعالجة في منطقة العريش في مديرية خورمكسر ،

وتشكيل فرق من المؤسسات المختصة لتصفية المخلفات البلاستيكية والدخول إلى عمق خليج عدن لتصفيته ، فهناك معدات واجهزة وتقنيين يعلمون ماذا يعملون في مثل تلك الحالات ، على أن توضع حلول للحد من استخدام المواد البلاستكية وخفض استهلاكه لما يتسبب فيه من ضرر محدق للبيئة بشكل عام والبيئة البحرية بشكل خاص .

حيث تؤكد عديد الدراسات في النظم البيئية صادرة من منظمات دولية متخصصة ، إن تحلل البلاستيك الى حبوب دقيقة من البوليمرات(تحلل ضوئي ) والتي تلتهما الاسماك ويستهلكها الانسان تسبب امراض السرطان وبشكل قاطع دون لبس ، كما تؤكد تلك الدراسات بإن القمامة المرمية في البحار سامةً للحياة البرية والبشر. حيث تشمل السموم المكونة من البلاستيكية ثنائي إيثيل هكسيل فثالات، مادة مسرطنة سامة،بالإضافةإلى الرصاص والكاديوم والزئبق.

إن جزيرة صيرة وهي تمثل للعاصمة عدن مزارا سياحيا و موقعا تاريخيا ، ومصدرا مهما للأسماك ، تستحق جهود استعادة التعافي المشار لها .وعلى الجميع حمايتها فهي تمثل وجهة سياحية ورمزا تاريخيا تليدا يستحق الجهد و العناء للحفاظ عليه .
اللهم أني بلغت اللهم فأشهد