آخر تحديث :الإثنين-03 يونيو 2024-12:07م

أيلي أمرنا ويغفل عنا.!!

الجمعة - 10 مايو 2024 - الساعة 03:28 م

منصور بلعيدي
بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


ذات مساء ذهب امير المؤمنين عمر ابن الخطاب الى ريف المدينة ليتفقد احوال الرعية فوجد عجوزاً عندها صبية يتظاغطون من الجوع.
فسألها عن حالها فقالت: كما ترى لا أجد ما اطعم به هؤلاء الصبية وقد اهملنا عمر وساشكوه الى الله..
قال: وما ادرى عمر بحالك ردت: أيلي أمرنا ويغفل عنا.!!
فتأثر عمر وبكى حتى اخضلت لحيته وعاد مسرعاً الى المدينة وقال لخازن بيت مال المسلمين احمل على هذا الطحين..
فقال الخازن: أعليك يحمل يا امير المومنين؟!
رد عمر: ثكلتك امك ومن يحمل عني اوزاري يوم القيامة.!!
فحمل الدقيق وعاد من فوره إلى العجوز وقام بطباخة الطعام واطعم الصبية..
فسرت العجوز من صنيعه وقالت: والله الذي لا اله غيره انك لأحق بالخلافة من عمر.
فتبسم عمر من قولها وقال: يا امة الله اذا كان من الغد فاذهبي إلى عمر ساكلمه بشانك.
فلما كان من الغد ذهبت العجوز إلى المدينة ودخلت على عمر واذا بها ترى نفس الرجل يجلس بين الصحابة وهم يخاطبونه بـ (يا امير المؤمنين.) !!

فادركت ان الذي كان عندها بالامس هو عمر نفسه فارتجفت وخافت وتذكرت ما قالته له البارحة..
(سأشكوه إلى الله.. أيلي أمرنا ويغفل عنا..والله انك لاحق بالخلافة من عمر) .
فرأها عمر وقال لها: لا عليك لا تراعي يا امة الله تقدمي..
ولما دنت منه قال لها: ما استدعيتك إلا لأشتري منك مظلمتك.
فبكم تبيعينها يا امة الله؟!
قالت: بما تقول يا امير المؤمنين. قال: اشتريها باربعين درهماً.
قالت: قبلت.
فاخذ صرة فيها المبلغ ودفعها اليها وقال: اكتب ياكاتب: اشترى عمر ابن الخطاب من فلانة ( سماها) مظلمتها باربعين درهماً وشهد على ذلك عثمان وعلي..
ثم اخذ الورقة وسلمها للصحابة وقال: ان انا مت فاجعلوها بين جسدي وكفني لعلي القى بها الله يوم القيامة.. اني اخاف على نفسي من النار.

اليوم نحن لا نطلب من حكامنا ان يكونوا مثل عمر.. بل نطلب منهم ان تسلم حقوقنا من نهبهم وجزاهم الله خيراً .