آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-11:36م

العروبة ومثواها الاخير

الجمعة - 10 مايو 2024 - الساعة 10:36 ص

سميح الشعبي
بقلم: سميح الشعبي
- ارشيف الكاتب





لم تعد تفاجئني الأحداث ولا تأخذني الدهشة من تبدل أحوال العرب فلقد مضىٰ وقت طويل منذ وصولي إلى اليقين التام بأن كل شيء تبدل وتغير ومن الممكن أن يحدث كل شيء.

فلسطين الجريحة الصامدة دليل مدمغ وتخاذل واضح وفشل فاضح، وذل لا بعدة ذل، خنوع وانكسار وصل الى ادنى مستويات الهبوط الفاحش في اخلاق العروبة وغيرتها القومية

فلا فخرا لنا بالعروبة الميتة واسلام اولئك الزعماء لقد اصبحوا كالنساء. بل النساء اكثر غيرة واشد قومية منهم

نساء غزة واطفالها اكبر فخرا واعظم انتماء لنا .

ماتت العروبة وشيعت الئ مثواها الاخير

اخرها مصر وقومية العرب وصولجانه المخدوعون به.

‏دفنت ودفنت معها قوميتها
اكلت يوم اكل الثور الابيض

*مصر* حزني عليك اكثر ما يحزنني حرب غزة ومصابها الموجع في سبيل كرامتها وعزتها، كل شعوب العرب والمسلمين كانوا منتظرين ان مصر، هي حامي العرب والمسلمين والفلسطينين وحامي الامن القومي العربي
فبعد دخول رفح سقط قناع العروبة، سقط قناع القومية العربية وفاح منها نتن الصهيونية، فكانت *رفح* غزة اخر ما تبقئ من مدنها المدمرة مدينة رفح، هي اخر سترة تغطي سوأتها القومية الكاذبة

فدخول رفح اهانه لمصر والعرب والمسلمين اجمع خسارة ياشعب مصر وياجيش مصر خذلتم ما تبقئ من بصيص الامل للعرب والعربة والمسلمين والفلسطينين
العار عليكم يا زعماء العرب العار عليكم يا اصحاب الفخامة والجلالة والسمؤ خسئتم ولعنت كراسي ومقاعد انتم قاعدون عليها بهذا الذل والهوان والانكسار

تربعتمونها لسحق شعوبكم و اوطانكم وادارة الاستعمار الصليبي وما يملئ عليكم من بني صهيون هذا ماهو ظاهر وجليا واثبتته مواقفكم الرخيصة.

فالأوطان لاتموت من ويلات الحروب، ولكنها تموت من خيانة أبنائها، وذل قاداتها و مرؤسيها

الوطن ليس فندقاً نغادره حين تسوء خدماته، ولا مطعماً نذمه حين لايروق لنا طعامه
الوطن شرف وعز وكرامة وانتماء وولاء

فكن عربيا الهواء والهوية والأنتماء ذو غيرة وحرية فلا تتخاذل ايها العربي مع ساستك العاجزين المقعدين لخدمة اللوبي الصهيوني

فلسطين امانه في اعناقكم
فاين الاخوة والقومية والنخوة والشرف واين الغيرة ياعرب


لقد ماتت ومات ضمير وغيرة الزعماء العرب

فيا غزة العزة والصمود والشموخ
‏لكل شدة مدة، ولكل ضيق له متسع. هكذا هي الحياة، يتعاقب فيها نهار مضيء وليل مظلم، تارة يخالجنا الألم وتارة يصالحنا الأمل، والله دوما في هذه وتلك معك.
صبراً غزة العزة والكرامة فانت قدوة الشرفاء ونبراساً للزعماء فالنصر مع الصبر والعزة مع الثبات .

غزة قد نزعتي قناع المتدثرين بالعروبة وكشفتي كل متأمر وخائن، واضهرتي حقيقة كل زعيم ماتت غيرته وعروبته، وانتزعت حريته وكرامته

فانتم الاحرار وفخز العروبة وانتم الشرفاء يااطفال ونساء وشيوخ غرة.

تعالت اصواتكم بالمناداة *يااارب* وحذفت من قاموس حياتكم عين العروبة فلا نداء يستجاب من خائن عميل ومتخاذلا متصهين فكلمة *ياعرب* لا تليق باللسنة الاحرار، فمقامكم وتضحياتكم وعزتكم. ومجد الجهاد الازلي لا يلق النطق بها.

لقد ماتت العروبة ومات معها ضمير العالم

يا اطفال ونساء ورجال وشيوخ غزة، صنعتم تاريخاً جديد ومجد للامة فبتضحياتكم الجسام وثباتكم الصامد وبطولاتكم المجيدة سيخلد التاريخ سيرها وسيتتعلم منها الاجيال. جيل بعد جيل وستدرس بطولاتكم في الاكاديمات العالمية وسيتعلم منها العدو قبل الصديق.

فالنصر قريب والله ناصركم (فإن مع العسر يسرًا إن مع العسر يسرًا)
المجد كل المجد والشرف لكم
الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والتحرير للارض والاسرئ والنصر والتمكين ان شاء الله
فكما اعلنتم بها اولاً ستظل سرمدية حتئ التحرير الاقصئ المبارك وفلسطين من البحر الئ النهر
وانه لجهاد نصراً او استشهاد.