آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-07:11م

تجارة بيع الوهم مرتبطة بالمتاجرة بمعاناة وحرمان الشعوب .

الجمعة - 10 مايو 2024 - الساعة 02:37 ص

جابر عوض عرفان
بقلم: جابر عوض عرفان
- ارشيف الكاتب




بائع الوهم هو نفسه المتاجر بمعاناة وحرمان شعبه .
اعضاء مجلس الرئاسة ورئيس الحكومة واعضائها ، اضافة الى المحافظين ، اقسموا الايمان المغلظة على ان يكون مخلصين لشعبهم وبلدهم ، ومن ثم حدث العكس ، تنازلوا عن الوطن ليكونوا البلد بلا سيادة ، و استحقروا الشعب ، داسوا على كرامته .
من هنا بدأ عملية بيع الوهم ، ومن ثم بدأت مهامهم ، في المتاجرة بمعاناة وحرمان الشعب الجاهل الذي يفتقد الى الوعي ، وبحاجة الى صحوة حقيقية حتى يفوق من سباته .
البلد يسير نحو الهاوية والجماهير تصفق .
ومسلسل بيع الوهم مستمر .
كيف اصبحت تجارة بيع الوهم هي الرائد ، بينما الواقع مأساوي ، والوضع من سيئ الى اسوأ !!
هل فقد الشعب الاحساس والمشاعر حتى يصل الى درجة الادمان على تعاطي الوهم ، وهو يعايش الماسي !!
اين يكمن الخلل ، هل هو في البائع ام في المستهلك ؟
انعدام الضمائر وضعف الوازع الديني وانعدام روح المسؤولية ، والطمع وحب الذات ، كل هذه الصفات موجودة فيمن يقودون البلد نحو الهاوية ، لكنها ماكانت ستصل البلد الى ما وصل اليه لولا سذاجة الشعب وإيمانه بالوهم اكثر من إيمانه بالحقيقة ، الذي صار مستهلك للمواد الوهمية ، محتما على المسؤولين صناعتها لان صناعة الوهم اسهل من ايجاد الحلول والمعالجات .
سذاجة الشعب ساعدت على تمرير الصفقات المشبوهة على حساب البلد ارضا وانسانا .
فيعلم الشعب ان المعاناة مستمرة مابقي مستهلك للمواد الوهمية .
عندما يفيق الشعب ويتوقف عن استهلاك الوهم ، ستتوقف الجهات المخولة بايجاد الحلول والمعالجات عن صناعة الوهم ، لان رفض الوهم سوف يشكل ضغوطات تجبرهم على صناعة المعالجات والحلول بدلا من صناعة المواد الوهمية ..
توقيع العقود كلها وهم في وهم .
كم عقود وقعها المسؤولين ولم ترى النور ، لانها مجرد حبر على ورق للعب بعواطف الجماهير وامتصاص غضبهم .
اعطوني اتفاقية وقعها مسؤول مع شركة ما ، واصبحت مشروع حيز التنفيذ .
كم مرات وقعت عقود مع شركات لتشغيل مصفاة عدن .
كم عقود وقعت لتزويد محطات الكهرباء بقدرات توليدية وكم وعود من المسؤولين بحل ازمة الكهرباء ولم تنفذ بل يزداد وضع الكهرباء سوء .
كم وعود بصرف مرتبات الموظفين العسكرين والمدنين ويحدث العكس يزداد عدد المرتبات الشهرية المتأخرة .
كم وعود بحل مشكلة انهيار العملة ويحدث العكس ، بانهيار العملة بشكل اسرع من ذي قبل .
وكم وكم وكم .
كيف اصبح حال ميناء عدن ، وكيف بات حال البلد .
والشعب يصفق .
الشعب هو المسؤول الاول عما يحدث له ، لان استهلاكه للوهم ، هو بقصد او بدون قصد تعاطف مع من يتاجرون بمعاناته وحرمانه .
سرعان ما يتأقلم مع الازمات المفتعلة من العدم ، متقبل اياها ، فرض واقع بدلا من رفضها رفضا قاطعا ..
افيقوا ياقوم ، فانه لا ينتظر الموت البطيئ الا العاجز .