آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-12:45م

لو كان للقلم ضمير يا سيد ؟!

الخميس - 09 مايو 2024 - الساعة 09:25 م

ناصر احمد الخطاط
بقلم: ناصر احمد الخطاط
- ارشيف الكاتب


لا تتوقف الانفاس حينما ننافق ، ولكن يستنكر النظر وجهنا الجديد ، ليشد الضمير امتعة السبات ..
في ظل هذا الوضع ، انت أمام خيارين :أما سقوط امام نفسك ، وأما ارتقاء وعلو شأنك ، فإن اخترت السقوط فمبال الإنسان إذا كسب كل شيء وخسر نفسه ، وان اخترت الارتقاء فقد دفعت مهر العز والكرامة ..

هل أنت راض عن سفور التهكم ، وتبرج النوايا ، وبجاحة النفاق ، هل أنت مقتنع بصراحة الزور ، في ظل عون التسلط والجور ، أمقتنع وعدالتك ، مابين التجبر والغرور .
أما زلت مقتنعاً ..؟

ان هذا الوطن ، لا يطلب منك سوى كلمات الحق ، لا يطلب منك سوى كلمات النخوة والمرؤة ، واياك أن تستهين بقوة هذه الكلمات ، فإنها بنت دعوات ومعتقدات ، وهدمت حضارات وامبراطوريات ، تذكر أن الله لم يرسلنا إلى الارض بالسلاح والجيوش ، ولكن بالكلمات ، فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه .

كن أكثر ثقةً بنفسك ، واحفظ قيمتها في كل موضع ، فانت أساس كل النتائج ، وانت ألاصل فيما يدور ..
لا تيأس من إضاعة الوقت ، ولاتبالي فيمن سبقك ، أو تحبط من قوة خصمك كن قوياً كأحرف النصر لايضيرها التوسط والتاخر لإيمانها الجازم بحتمية وجودها ، فالصاد فيه الصبر والراء روح النصر ، فمهما تاخرت فانها تتصدر اعظم الكلمات .
وانت أعظم مما تظن بشهادة الله وكفى بالله شهيدا .

ما يمنعك أن تكون انت نقطة التحول وان تقطع دابر الجدل ، مابين مساحة المخاوف ، وجرائة القرار ، ما يمنعك أن تشهد أمام نفسك ، انك من خلقت واقع الظالمين ، وليس الله من الزمك قبوله ، لهذا بامكانك تغييره..

فان كنت ترى الظالمين وبال ، فاعلم أن الله جعل خضوعك رديف بغيهم ، بل وجعل لردة الفعل منك اقوى نتيجة ، إذا لازمها اعتقاد ، تذكر بهتان الذي كفر ، فايهم اشد بأساً واشد تنكيلا ..

فمادمت تحمل هذه القضية ، وانت معتقد بهذه الحقيقة ، حتماً ستنتصر ، وان كان النمرود خصمك ، فأنت لست وحدك ، إذا رفعت هامتك كالطود واخترت مصيرك ، أنت لست وحدك ، فلا ضير ان التحفت الصبر ، وواصلت طريقك ، حتماً أنت من سيصدر الحكم في شأن القضية .. وحينها ستكون امة ، ولست وحدك ..

فلا تجعل سواد الواقع والتوائه ، ذريعة لصمتك ، فقط اصدع بما تؤمر ، فلاضير فحروف الحق جميعها ملتوية ..
ومع هذا الحق احق ان يتبع ..

فإن كنت لاتعلم فأن الحياة ، سلوك ، والسلوك تعايش ، والتعايش نخوة والنخوة عون والعون مرؤة والمرؤة كرم والكرم شجاعة والشجاعة انصاف ، والانصاف رجولة ، والرجولة مواقف ، والمواقف شرف ، لتدرك حينها أن جميع هذه القيم لاتمر إلا من بوابة الضمير ..
فقس نفسك بعين الضمير ، ستجد معنى لوجود القيم ، ام معنى لسقوط الذمم ..!؟
وشتان بين الاثنتين ..

فحينها اياك ان تسقط المأساة على السلوك ، وتتهم الواقع و الظروف ، فكثرة الماء لا يغني عن المطر ..
اذاً اخبرني اين أنت ؟ اين قلمك ؟
أما زال موجوداً في مساحة الكلم ، أمازال شامخاً على صفحات الحقيقة ، ولو بتقنين حياد المواقف ، أما زالت شعائر النهوض تصل عنان السماء ، ويرد صداها اعالي القمم ، أم في غيابة الجب ، يستلهم الظلمات مخرج ، ويبرر الحسرات دافع ، ومن العجز اسطورة ، ليبرر أن الصمت مخرج .
نعم مخرج - ولكن -!؟!
حين تغيبُ الهمم ..

افق واستشعر مسؤلية وطن بهتت معالمه ، وشعب طمست حقوقه ، وجيل أقصى طموحه أن يكون جندي او يستجدي الليل سلوى ، حين لم يجد في النهار نوره

فقرارك نبراس الحدث ، وأنت مشكاة الواقع ، فمن العار أن تظل طريقك ..

قرر ستحل نفسها ياسيد !!