آخر تحديث :الخميس-30 مايو 2024-12:24م

المجلس الإنتقالي بين الجونبة والإنفلات منها

الأربعاء - 08 مايو 2024 - الساعة 08:36 م

مبارك باشحري
بقلم: مبارك باشحري
- ارشيف الكاتب



المقصود بالجونبة معالجة القضية الجنوبية للتخلص من آثار حرب صيف عام ٩٤م لتؤدي المعالجة للقضية الجنوبية إلي إصلاح مسار تلك الوحدة اليمنية فتتلاشي النتائج الماديةوآثارها تلك من تداعيات حرب صيف عام ٩٤م المشؤوم من واقع الدولة اليمنية الحاضرة
وقد كانت المطالبة بتصحيح نتائج تلك الكارثة يتزعمها مترجما لها علي أرضية الواقع بأفعال ثورية نضالية قادة تأريخيون من قادة الجبهة القومية تخرجوا من مدرسة الشهيد القائد الزعيم سالم ربيع علي رحمه الله وهما إستاذ الصبر علي صالح عباد مقبل رحمه الله حين كان يباشر مهام الأمين العام للحزب الإشتراكي الممتدة فترته من أل٩٥م إلي عام ٢٠٠٥م
والثاني قائد العمل الجماهيري النضالي الزعيم حسن أحمد باعوم حفظه الله
ولعل من ذكاء الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح رحمه الله في سياق رده علي مارفعاه من شعار إصلاح مسار الوحدة ومعالجة القضية الجنوبية كان رده إستباقيا بقولته المشهورة بصدد رده علي حسن باعوم إن ماتهدفون إليه هو إستعادة الدولة الجنوبية جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وبالفعل صدقت مقولته حين إنعقد مؤتمر الحراك الثوري الجنوبي بالمنصورة في عدن عام ٢٠١٢م
ولكن بما أن الجنوب ملكا لأهله قاطبة إستجابت القيادات بتوسيع المشاركة في المطالبة بمعالجة ماذكرت أعلاه وتمهيدا لتحقيق الأهم بعده ليحصل الإستقرار وتتحقق التنمية
فتم إشراك الجنوبيين المنتميين لأحزاب شمالية المنشأة ومشائخ متنوعة وذلك بدءا من عام ٢٠٠٧م في الحراك الجنوبي مع مناضليه المؤسسين له
والغاية من ذلك الإشراك لتحقيق المعالجة ومن ثم في قيادة التنمية والتعاون علي تجذير النظام والقانون يتصدر ذلك الحق العام بشقيه المادي والمعنوي بكل تأكيد وقطع بات
ولكن بما أن النتائج لم تؤت ثمارها وفقا لذلك التفاؤل الحسن والمنطق السليم ولمستجدات إقليمية جاءت فكرة تأسيس مجلس إنتقالي جنوبي بدءا منذ جالت الفكرة في أذهان قادة العمل السياسي الممثلين للصف الأول منه
ومن ثم البداية العملية إخراجها بتأسيس تحالف بين حزب الرابطة وحركة حتم ممثلا لكل منهما عبدالرحمن الجفري وعلي سالم البيض وذلك في عام ٢٠١٦م
بعدها في مايو ٢٠١٧م تم الإعلان عن تكوين المجلس الإنتقالي بدءا من خروج أكثرية مناضلي الحراك الجنوبي القدامي في مليونية عدن بذات شهر مايو لتفويض سعادة اللواء عيدروس قاسم الزبيدي رئيسا لهذا المجلس القريبةعلي وشك ولادته علي بساط الواقع الجنوبي في عاصمته عدن
وحين ولد وبدأت فروعه التنظيمية وهيئاته تتجسد علي أرضية الواقع في كافة المحافظات بمديرياتها فضلا عن الرئيسة في عدن
تفاجأ الكثير منا مناضلوا الحراك الجنوبي بإستقدام وتعيين مجاميع كثيرة من شخوص تتصف بالثقافة الذاتية وتحتفظ بثأراتها من شخوص نظام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وممثلة بجد لنظام سابق ووضع سياسي ماقبل نيل الإستقلال الوطني
فأحسنا الظن وكتمنا الأنفاس وحجتنا في ذلك المسلية لنا والمانعة لثائرتنا المجدية في تلك الفترة بتغير الأزمان مع أوضاعها محتمة قطعا بتغير ثقافة الشخوص طرحا وإنشادا لتحقيق غاية موضوعية لا إستاتيكية مضحكة وضعف واضح من تشبث لغايات ذاتية مصيرها الفناء بإنقضاء الزمن المؤقت لها
لكن الأوضاع الحاضرة بمستجداتها الأقليمية والدولية لكي لاتضيع جهود وسخاء كل من قادة المملكة العربية السعودية وقادة الإمارات العربية المتحدة هباء منثورا وهما بصدد إيجاد حليف جنوبي لهما فلابد من إعادة سعادة اللواء القائد عيدروس الزبيدي النظر في تعيينات الشخصيات لهيئات المجلس ليكون التعيين مستوعبا لكافة الأطياف السياسية من أبناء الجنوب سواء من مناضلي حراك قدامي أو إشتراكيين لكون في ذلك ضمانة بعدم الإنفلات والخروج عن تحقيق ماهية الجونبة مضمونا يتنفذ لا شكليات قابلة للتبخر السريع ليس إلا والله من وراء القصد