آخر تحديث :الأحد-19 مايو 2024-10:27م

وعي الشعوب.. بين جلد الذات ولوم الآخر!!

الأربعاء - 08 مايو 2024 - الساعة 01:32 م

عمر محمد السليماني
بقلم: عمر محمد السليماني
- ارشيف الكاتب


"إن الفراعنة والأباطرة تألهوا، لأنهم وجدوا جماهير تخدمهم بلا وعي" - محمد الغزالي، الوعي لا يعني جلد الذات ولا لوم الآخر.
الوعي بالذات هو معرفة واقعنا كما هو دون تهويل أو تهوين، و إدراك قضايانا وأولوياتنا لكي نجيد التعامل معها، والأهم قدرتنا على الموازنة بين المثالية والواقعية.
الوعي بالآخر. فهم استراتيجيات المصالح وأن الدول ليست جمعيات خيرية، وأن المنظمات الدولية اذرع يتحكم بها من يمولها ماديا.
يقول د. جاسم سلطان الخبير الاستراتيجي وصاحب مشروع إعداد القادة : "حسابات المصلحة، والربح والخسارة باستمرار هي بنت الوعي باللاعبين الآخرين وقدراتهم".
"لعبة الأمم" عنوان كتاب لمايلز كوبلاند الأميركي صدر عام 1969، عمل "ضجة" لم يسبق لها مثيل. صور الكاتب الدول كقطع شطرنج تحركها الولايات المتحدة الأميركية.
قد يكون كوبلاند بالغ في قدرات الولايات المتحدة الأمريكية، كما بالغ بعض مفكري الغرب في وصف الحضارة الغربية. العالم والفيلسوف الأمريكي فوكوياما في كتابه "نهاية التاريخ والإنسان الأخير" اعتبر ما وصلت اليه الحضارة الغربية هي أفضل ما يمكن للبشرية الوصول إليه.
مع ذلك يوجد من المفكرين الغربين من "بشر" بقرب نهاية الغرب، المفكر والسياسي الأمريكي باتريك بوكانان في كتابه "موت الغرب"، الذي أرعب الغرب.
يمانويل تود الكاتب الأمريكي الذي تنبأ سنة 1976 بسقوط الاتحاد السوفيتي، كذلك توقع سقوط أمريكا في كتابه "بعد الإمبراطورية.. سقوط أمريكا".
الرئيس الفرنسي ماكرون للفرنسيين: "نمر بتحول كبير.. عهد الرفاهية انتهى، ونعيش نهاية زمن الوفرة وراحة البال".
الخلاصة والفائدة: العالم يتغير، تسود إمبراطوريات وتنتهي أخرى، "وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ".
ما يحدث اليوم من صراع دولي مباشر أو بالوكالة، في الشرق الأوسط، أفريقيا، الحرب الأوكرانية أو ما يحدث في بحر الصين، أو جرائم الكياان الصهيوني.. كل ذلك من سنن التدافع التي تؤدي إلى التغيير.
التاريخ علمنا أن الحروب والثورات، وكذلك "الاحتجاجات" الطلابية، هي مؤشرات بل من أسباب التغيير.
وعي الشعوب وتفاعلها مع قضاياها يحدد مسارات التاريخ ومواقع الأمم.