آخر تحديث :الأربعاء-29 مايو 2024-02:19م

حرية الولايات المتحدة بين الوهم والواقع !

الأربعاء - 08 مايو 2024 - الساعة 03:03 ص

نادين عبدالقادر رباطي
بقلم: نادين عبدالقادر رباطي
- ارشيف الكاتب


ان المتابع لما يحدث في جامعة كولومبيا الامريكية والتي هى من اشهر جامعات الخاصة في الولايات المتحدة الامريكية
‏وهى جامعة النخبة السياسية والاقتصادية الأمريكية، تأسست عام 1754 ومن بين خريجيها: خمسة من الآباء المؤسسين للولايات المتحدة، وأحد الذين كتبوا وثيقة الاستقلال، وأحد الذين كتبوا الدستور الامريكي .
وثلاثة رؤساء (أوباما وفرانكلين روزفيلت وثيودور روزفيلت)، والعديد من وزراء الخارجية وأعضاء المحكمة العليا، وأصحاب رؤوس الأموال مثل أحد مؤسسي شركة IBM ووارن بافت، وقائمة طويلة من الشخصيات المشهورة في مختلف المجالات.

ان التظاهرات الرافضة لحرب الإبادة التي تتعرض لها غزة و ساكنيها في الحرم الجامعي ،يذكرنا بالامس غير بعيد بالحركات المناهضة لحرب امريكا في فيتنام ١٩٦٨ والتي قوبلت بالقمع آنذاك وتدخل الحرس الوطني للولاية وقتل 4 طلاب .
ان احداث اليوم تواجه نفس المصير فنجد ان العديد من التهديدات للجامعه وابرزها ايقاف الدعم والتمويل وانسحاب العديد من رؤوس الاموال امثال رجل الاعمال كرافت وهو من ابرز الممولين ، لك ان تتخيل ان هؤلاء الطلبه هم ابناء النخب في امريكا والجيل الجديد من قادة العالم والمستقبل ,هولاء هم ابناء السيناتورات وابناء رجال الاعمال .
لا شيء يمكن ان يقف عائق امام القدر فقدر الله له احكام خارجه عن فهمنا البشري المحدود عندما يسخر لك الله من ينصرك في اقصى بقاع الارض بل ويكشف زيف حرياتهم المدعاة طيلة عقود ماضية في الاعلام والتلفزيون و تصديره لشباب الامة الاسلامية والعربية عن افاق الحرية التي لا يمكن المزايدة عليها .

تتضح الصورة يوما بعد يوم ان ما يحدث حاليا ما هو إلا حرب دينية ومهما اراد الاخرين ان يؤلوها الى حرب ثقافات حرب الهمجية النازية ضد التقدمية الديمقراطية .
لعل امثال نعمت شفيق (رئيسة جامعة كولومبيا )هم نتائج الهوس بالديموقراطية الامريكيه وهي ايضا من ساهمت بتصرفها القمعي واستدعاء الشرطة لإعتقال الطلاب المعتصمين والذين يهتفون بأصواتهم العالية ايمانا منهم بطهارة وسمو الانسانية اينما حلت وايمانا ايضا منهم بقيمه هذه الاصوات في ظل الصمت المريب لأطفال وانسانية تباد امام مرأى ومسمع العالم اجمع هى وغيرها ممن اخافتهم هذه الممارسات الطبيعية ساهمت في اقامة الحجة على بلد بأكمله وليس جامعة بحد ذاتها والتي امتدت الى اوروبا وغيرها من الجامعات حول العالم .

ان من السخرية ان يقوم نتنياهو بإتهام الطلاب بمعاداة السامية في امريكا والتي يكفل فيها القانون حق التظاهر السلمي ضمن القانون والذي نسف ونحن نشاهد ما حدث لأستاذة ورئيسة قسم الفلسفه في جامعة ايموري والتي اُقتيدت من قبل قوات الشرطة الى الحجز امام الكاميرات وحشود الطلاب .
اعتذار نعمت شفيق واعترفت انها اخطأت عندما طلبت تدخل الشرطة وتراجعها عن ادعائها ان الطلاب المعتصمين يشكلون تهديد الأمن العام والسلامة العامة و يهدد سير العملية التعليمية هو حل متوقع بعد تفاقم الازمه وخروجها عن حيز السيطرة .

ان موقف كهذا لا يتطلب سوى شجاعة وايمان بقيمه الصوت الواحد وقيمه صوت الجماعة في احداث تغيير وهدم توابيت من الهراء الذي قد يستغرق اعوام من العمل على غرسه في الوعي الجمعي ورسم صورة عن ديمقراطية زائفة لم يتطلب سوى مجموعه طلبه وقليل من الهتافات في ان تضع اعتى ديمقراطية في العالم امام مأزق حرج .