آخر تحديث :الأحد-19 مايو 2024-06:23م

حفظ المشاعر .. وفراسة الشيخ .!!

الثلاثاء - 07 مايو 2024 - الساعة 03:08 م

منصور بلعيدي
بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


ديننا الاسلامي يحض على حفظ المشاعر وعدم اراقتها لتدوم المحبة والالفة والتواد والرحمة بين المسلمين
ولان حفظ المشاعر مبدأ اسلامي أصيل فقد أمر الاسلام الاغنياء باعطاء الفقراء زكاة الأموال كحق شرعي وليس منة منهم.

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم اكثر من يحفظ المشاعر.
فحين مات عبدالله بن ابي بن سلول
راس النفاق في المدينة طلب ابنه عبدالله قميص الرسول ليكفن به والده عله يشفع له يوم القيامة ، فاعطاه القميص وكفن به والده ، ولم يقل ان والدك كان راس النفاق في المدينة. ( حفظ مشاعر).

وفي القرآن الكريم مواقف كثيرة تحث على حفظ المشاعر منها:
قول نبي الله يوسف : الحمد لله الذي اخرجني من السجن ، ولم يقل من الجب الذي وضعني، فيه اخوتي وقال: وجاء بكم من البدو ، ولم يقل انقذكم الله بي من الجوع
وقال: بعد ان نزق الشيطان بيني وبين اخوتي ولم يقل بعد ان رموني اخوتي في الجب وارادوا التخلص مني بل احال الأمر الى الشيطان.
( حفظ مشاعر)

يقول كعب بن مالك رضي الله عنه عندما تاب الله عليه وبدأ الناس يهنئونه بالتوبة (...فانطلقت أتأمّم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخلت المسجد ، فإذا رسول الله جالس في المسجد وحوله الناس ، فقام طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه يهرول حتى صافحني وهنأني ، والله ما قام رجل من المهاجرين غيره فقال كعب: لا انساها لطلحة ماحييت.
( حفظ مشاعر)

ذات يوم جاء رجل الى المسجد وهو يحمل كاساً فيه ماء.. فجلس خلف حلقة الشيخ وهو يلقي الدرس.. فلما راه الشيخ خاطبه قائلاً: ألك سؤال نجيبك عليه او حاجةً نقضيها لك.؟!

فقال الرجل لا هذا ولاذاك.. ولكن معي هدا الكأس فيه ماغلي ثمنه ورايت انك خير يدفع ثمنه .. قال الشيخ بكم تبيعه؟!
قال الرجل ب100 ديناراً ذهبية.. فقال الشيخ ولكني اراه يساوي 150 ديناراً ذهبية.!!
فقال الرجل: لا هو ب100 لا تنقص ولا تزيد .
فامر الشيخ ولده ان يذهب الى امه ليحضر 100 ديناراً ذهبية ففعل وسلمها للرجل وخرج الرجل من المسجد.. فتعجب الحضور.!!

وفي البيت تفحص الولد الكاس واذا به يحمل ماءً عادياً فقال لوالده : لقد خدعك الرجل يا ابي والله ما بالكاس إلا ماءً.
فضحك الشيخ وقال: انت نظرت للكاس ببصرك فوجدته ماءً عادياً وانا نظرت اليه ببصيرتي فوجدت فيه ماء وجه الرجل الذي عز عليه ان يريقه.

وفيما بعد عرفوا ان الرجل كان تاجراً فأصيب بافلاس وان عليه 100 ديناراً دين يجب ان يدفعها غداً او يذهب الى السجن.

وهكذا نجد ان حفظ المشاعر مبدأ اسلامي اصيل لا ينبغي ان يغفل عنه المسلمون لتقوية ترابطهم وتماسكهم وقوة علاقتهم الاخوية ببعض.