آخر تحديث :الخميس-23 مايو 2024-05:48م

الكوليرا .. ومعركة الوعي القادمة

السبت - 04 مايو 2024 - الساعة 07:03 م

بسام الحروري
بقلم: بسام الحروري
- ارشيف الكاتب


في بلد كبلدنا، وبطبيعة الحال يصعب استشراف وباء ،أو جائحة ما تلوح بوادرها في الأفق، أو التكهن بذلك ،كما يحصل في البلدان المتقدمة تقنيا وعلميا وعلى مختلف الأصعدة ، إلى جانب الوعي،وهنا نضع خطأ عريضا تحت هذه المفردة الضائعة من قاموس حياتنا إلا قليلا.
ويعزى عدم الإلمام ،ومعرفة ذلك لعدة أسباب : لعل أولها لأن بلدنا محسوب على ذيل قائمة البلدان النامية، ويقبع تحت خط الفقر وثانيها ،وليس أخيرها ضعف المنظومة الصحية إن لم نقل على سبيل إحسان الظن انهيارها جزئيا

واعني بالوعي على الصعيد الصحي، مكتفيا بهذا الجانب، لاني إذاما استطردت وعددت تداخل حلقات هذا الواعي في جزئيات حياتنا، فسنجد حضوره باهتا في أحسن الحالات عند البعض، وغائبا عند البعض الآخر في مجتمعنا، وكما أسلفت فقد عنيت به هنا من خلال تطرقي للمجال الصحي، الوقاية / الحماية/ والحذر من خلال اتخاذ التدابير اللازمة، بمافيها الحملات التي تجذر هذا الوعي، والتي يخوضها بعض المبادرين/ت استشعارا للمسؤلية تجاه مجتمعهم ،وما يتطلبه الموقف من استعداد تجاه أي طارئ مباغت في ظل غياب الجهات المختصة وتحركاتها الخجولة التي لم نلمس نتائجها وثمارها

وإذن ..فحضور الوعي في مجتمعنا يغدو هنا موسميا، او خاملا بانتظار حلول جائحة او وباء - لاسمح الله - ليتم تفعيله وإعلان حالة الطوارئ في بلد أضعف الإيمان لايستطيع إعلان حالة طوارئ لاي طارئ وبائي

وماأقصده هنا ليس النفير المعروف في البلدان المتقدمة لإعلان حالات الطوارئ، ولكنه "إعلان طوارئ مجازي" لاستنفار هذا الوعي الذي يلزمنا، وهو ناقوس طوارئ مستمر او يجب أن يكون كذلك ،يصب في الوعي الصحي الجمعي، إن نحن أحسنا تفعيله في السراء والضراء ،وقد أثبتت الأيام الخالية اثناء حلول جائحة كورونا هذا الأمر، أعني غياب الوعي عند الكثير وسيطرة الخوف، وانتظار معجزة للخلاص من تلك الجائحة ،ولم ندرك حينها وفي كثير من الأحيان أن خلاصنا بأيدينا، وهو خلاص خلاصة الوعي الحقيقي بأهمية تجنب هذه الآفات والأوبئة والقضاء عليها في مهدها.

كما ان معركتنا بالمقام الأول معركة وعي، وترسيخ أركانه باعتباره حاجة ملحة، ومبدأ حياة، وثقافة نتسلح بها ونسلح أطفالنا واهلونا، ولانحيد عنها قيد أنملة

أي نعم الحملات قائمة بدورها التطوعي لهم كل التحية فيما يقدمون، رغم شحة الإمكانات والتجاهل أحيانا،لكن بالمقابل هناك حالات مرضية سبقت كان ينقصها الوعي،ولاشك أن التسليم بقضاء الله وقدره امر مفروغ منه، لكن بالمقابل( وعي وقاية خير من قنطار علاج)

والوعي في كل الأحوال لايجب أن يبدأ من المدرسة بقدر انطلاقه من البيت والأسرة، وهذا ما ينقصنا، كما هو دور خطباء المساجد ايضا والإعلاميين والمؤثرين على " السوشيال ميديا "، ومواقع التواصل الاجتماعي، والحملات التوعوية الصوتية التي تسيرها الجهات المختصةأمر مسؤول ليس لبث الوعي الصحي في اوساط الناس، ولكن لتنبيههم بأهمية استمرارية هذا الوعي وكيفية ترسيخه ،وتفعيلة، وديمومته، مامن شأنه أن يكون المجتمع واعيا بأهمية الدور الملقى على عاتقه في استمراية بث الوعي الصحي وغير الصحي، سواء في ظل جائحة أو عدمه
فلو غرس كل فرد منا شتلة وعي دون أن يكون هذا الوعي مناسباتيا أو موسميا يؤتي ثماره على المدى الطويل، ولايتلاشى ويزول بزوال الجائحة، لكان الامر مختلفا .. مختلفا تماما.