آخر تحديث :السبت-18 مايو 2024-10:07ص

عبد ربه منصور .. رئاسة من تحت الظل

السبت - 04 مايو 2024 - الساعة 01:55 م

عصام مريسي
بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب



 
بصمت ومثابرة كان لابن ذكين الذي سكن عدن  واصبح أحد أفراد جيش الجنوب العربي الذي كان بدين بالولاء للاستعمار البريطاني آنذاك ولا يسمح لغير أبناء العسكرين الانضمام إلى صفوف الوحدات العسكرية وباصراره الدؤوب  وحنكته استطاع أن يترقى إلى مناصب ورتب متعددة وقدرته على  التقرب من أصحاب القرار  وابداء  الولاء والانحياز لهم تمكن بعد خدمة القائد العسكري العام الجنوب العربي  من  الانفراد بخدمته حتى اصبح هو الحارس الشخصي المقرب منه والذي حضي فيما بعد بمنحة دراسية في المملكة المتحدة  وبعد عودته لم يتخلى عن ابرز صفاته التقرب من  مركز القرار حيث اشتعل فتيل الثورة بقيادة جبهتي التحرير والجبهة القومية وحيث كان دور القيادة  قد سقط في أيدي جبهة القومية سارع للانضمام إلى الجبهة القومية وخوض غمار العمل السياسي والعسكري  حتى تحقق الاستقلال ليتقلد المناصب العسكرية في صفوف جيش التحرير الذي عرف لاحقا بجيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية  في قاعدتي العند ومحور الضالع ثم دائرة الامداد العسكري في وزارة الدفاع وهو يظهر الولاء لكل قيادة رغم تعاقب القيادات السياسية بعد الانقلابات السياسية والعسكرية ابتداء من العهد الرئاسي لقحطان الشعبي فسالم ربيع علي فعبد الفتاح فعلي ناصر  .
وخلال شغله لمناصب ورتب عسكرية مختلفة نال خلالها ترقيات ودرجات عالية على مستوى وزارة الدفاع كان  دوما يترقب شغل منصب سيادي سياسي  بل أراد أن يكون رديفا للرئيس علي ناصر محمد فيكون الثالث من أبناء محافظة أبين يشغل منصب سيادي في الدولة  فكان أكثر قربا من الرئيس علي ناصر لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فقد منيت أمانيه بالخيبة بعد أحداث يناير ١٩٨٦م  وأضطراره وجماعة الزمرة التي حققت اهدافها في التخلص من خصومها في أحداث المكتب السياسي لكنها لم تستطع الامساك بزمام الامور فولت فاره ألى الجمهورية العربية اليمنية حيث تم احتضان الفريق المنهزم وتقديم كافة التسهيلات له ليس حبا في تواجده ولكن ليلعب دور مهم في مراحل لاحقة .
فظل السيد عبد ربه ملتصق  بالرئيس علي ناصر  عله يحظى بمنصب وزير للدفاع في ظل تحقق فرصة العودة الى الوطن.
فجأءت الوحدة وأثر علي ناصر الانسحاب من مضمار السياسة  والانزواء  في ظل حياة ادبية وفكرية وثقافية  فراح يرفرف يبحث عن ظل فكان ظل علي عبدالله صالح الذي فتحت شهيته لاجتياح الجنوب بعد قرار البيض غير المدروس فكانت الفرصة سانحة أمام سيادة عبد ربه للبروز وتقلد أول احلامه في منصب  وزارة الدفاع فكان له هذا.
وهكذا بانتهاء حرب صيف ١٩٩٤م  اقترب من ظل الرئاسة حتى اصبح نائبا للرئيس  وهكذا انخرط في قيادة المؤتمر الشعبي.
حتى وافته الفرصة في ٢٠١٢م بعد ثورة الربيع وبعد احداث جامع النهدين ليقترب أكثر من ظل الرئاسة فيكون رئيسا بالنيابة ثم بالإنابة وبعد   تنحي علي عبدالله صالح الذي كان يحقق مصالحه ويتصدر المناصب تحت ظله .
وجد عبد ربه منصور هادي أمام تحقيق حلمه ليكون ظلا للرئاسة وهذه المرة تحت عباءة السعودية .
تسارعت الاحداث  وسيطر الحوثيون على السلطة وقدم منصور استقالته  متنازلا عن حلمه في الرئاسة ولو من خلف الظل.
لكن الاحداث كثيرا ما تخدمه في البقاء في رئاسة الظل لتتدخل دول التحالف وتعيد شرعيته المزعومة باعلان  عاصفة الحزم من أجل أعادة شرعية منصور ليعمل من تحت ظل العباءة الخليجية .
لهذا لم تثمر رئاسة الظل أية منجزات فكانت رئاسته على طول أمدها عديمة الجدوى للشعب سواء في محافظات الجنوب لتدخل البلاد في حرب لانهاية لها من اجل حماية وتدعيم رئاسة من تحت الظل.
عصام مريسي