آخر تحديث :السبت-18 مايو 2024-04:10م

نملك الجنوب ولا نريد إلا دولته

الخميس - 02 مايو 2024 - الساعة 10:11 م

ناصر احمد الخطاط
بقلم: ناصر احمد الخطاط
- ارشيف الكاتب


اذا رايت المجتمع غرقى في مستنقع الجهل والتغييب.. فاعلم أن الجبروت يعلو اسوار المعرفة ، وأن النظام السائد هو (ما اريكم إلا ما ارى وما اهديكم إلا سبيل الرشاد)

فقبل هذا السرد علينا أن نعلم أن الحكم من منطلق العواطف هو حجب البصيرة ، وداء الحقائق .
وان الحقائق ليست مرة كما يزعمون ولكن مرارتها هي العاطفة التي ترفض التصديق وتفرض التكذيب ، لذا علينا أن نتجرد من العاطفة ونتقبل الواقع بسلبيات وايجابيات اطواره ، لنرى الحق حقاً ونرزق اتباعه ..

لهذا علينا أن لا نتألى وذلك من خلال التمسك برأينا ، وان نتقبل الرأي والرأي الآخر ،
فإن كان صوابا اتبعناه وان كان غير ذلك قومناه ، واكبر مثال وشاهد على التسليم للمعطيات التي يتطلبها صناعة النتائج الإيجابية هو التسليم بالحق وعدم الكبر واتباع هوى النفس وهاهنا ، قصة الصحابي الحباب بن المنذر يوم بدر حين لم يرى أن الرسول قد أحسن اختيار معسكرة ، فقال: «يا رسول الله، أمنزلاً أنزلكه الله ليس لنا أن نتعداه، ولا نقصر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟»، فقال النبي محمد: «بل هو الرأي والحرب والمكيدة»، فأشار على النبي محمد بتغيير موضع معسكره ليحولوا بين جيش قريش وماء بدر ، فقبل النبي مشورته ، هو سيد الأولين والاخرين والمؤيد بالوحي . والاعجب أن الحباب لن تجد له في سيرته الا هذا الموقف ، وموقف بني قريظه فقط...

وايضا الأثر الذي يذكر أن الامام علي أمسك بالشيطان وأخبره بآية الكرسي فحدث النبي بهذا فقال النبي صدقك وهو كذوب ...

ثم تأتي امرأة لتناظر امير المؤمنين عمر ابن الخطاب فتصيب المرأة الرأي ، ويقول عمر مقولته المشهورة ، أصابت المرأة واخطأ عمر .

لهذا فقد جبلنا على الحق وفطرنا عليه والحق أحق أن يتبع
لذا جل ما اريد هو أن نضع العاطفة جانبا والسماع بمنطلق الحياد والمصلحة العامة ، فان تكرار الجهل جريمة ، والتمسك به كارثة ..

فإذا تتبعنا تاريخ النظام منذ الاحتلال البريطاني للجنوب ، ثم قمنا بالثورة لأجل ولادة دولة ، ولكن تعسرت ولادتها ، حين دخلنا بعصر جديد هو عصر الانقسامات ، التي صنفت بفئة يسارية واخرى يمينية ، فاستقر الأمر للفئة اليمينية ، والتي بدورها لم تخلق لنا دولة بل هوت بنا لمرحلة جديدة هي مرحلة الانقلابات والتي على إثرها وضع الرئيس قحطان الشعبي تحت الإقامة الجبرية ، ليخلفه الرئيس سالمين ، وهو الذي يعد أول صرخات المخاض لولادة الدولة ، وعلى الرغم مما قدمه ، إلا أنه مات مقتولاً اثر انقلاب هو أيضاً ، لينصب بدلا عنه عبدالفتاح اسماعيل الجوفي ، ولم يستمر غير عام وبضعة أشهر ، ليقدم استقالته من جميع المناصب والسفر إلى موسكو لتلقي العلاج _ ولنا في هذا وقفه _ ثم يتولى بعده الرئيس علي ناصر محمد ، إلا أن فيروسات الانقلابات لازالت عالقة بجوف الوطن ، ليعود عبدالفتاح الجوفي في عام 1985 ويتم انتخابه للمكتب السياسي في الحزب الاشتراكي اليمني كأمين عام للجنة المركزية. إلا أن الأزمة انفجرت في 13 يناير 1986م أي بعد عودته ببضعة أشهر ، على أثره يضطر الرئيس علي ناصر إلى الخروج من البلد ، ليتولى بعده الرئاسة علي سالم البيض ، وهو الذي يختلف عمن سبقوه ، وذلك من خلال شعوره بقرب الانقلاب ، اضطر للجوء لمشروع الوحدة ، وهذا اكبر دليل أن الدولة لازالت في ولادتها المتعسرة ، فحين رفض الرئيس صالح الوحدة الاندماجية ، وعرض عليه الوحدة الكونفدرالية أو الفيدرالية ، ولان البيض يعلم أن لا دولة ولا قانون سيحميه رفض دون الاندماجية . وهذا اكبر دليل أن البيض لم يوحد دولة مع دولة بل ضم ارض إلى دولة . ولهذا عندما أعلن فك الارتباط ، لم ينجح ..!؟

فالسؤال أين هي الدولة واسسها وأنظمتها وقوانينها ؟ اين هي هذه الدولة التي يسقط خمسة رؤساء فيها بالانقلابات ، منهم من اقيم جبري حتى مات ، ومنهم من قتل ، ومنهم اضطر لمغادرة البلد ، ومنهم هرب خارج البلد ؟
اين هي هذه الدولة التي ظلت ثلان عاماً يصعدون إلى منصة الرئاسة بقرارات سياسية ودون انتخابات ، أو ينصبون من مجلس تشريعي ، واين هي الديمقراطية المرتبطة باسم جمهوريةاليمن الديمقراطية ، الذي لا يسمع الشعب فيها صوت ، بل لا ترى لهم خائنة اعين ..

ثم السؤال الأكثر أهمية من هي تلك الجهة التي تتحكم بمصير هذا البلد ، واي جهة تتبع واي جهة تدعمها ، ولصالح من تعمل ؟

هذا لمن يعلم حقيقة الدولة وما هيتها واسسها ومقوماتها وأنظمتها وقوانينها وشروطها وأركانها .

نحن نملك الجنوب لم نهجّر ، ولم نطرد منه بتاتا ، فنحن الماكثون دوماً وابدا ، نحن أصحاب الحيازة على الأرض في حين لم ينازعنا عليه أحد ..
لهذا ما اريد قوله أننا نجهل مطلبنا ، فمطلبنا ليس استرداد الأرض لأننا الماكثون فيها واصحاب الحيازة ، ولكن إتمام كيان دولة للجنوب تحكمها أسس وقوانين ، تحمي الحقوق الإنسانية ، للراعي والرعية وتكفل الأمن والامان ..
لذا فإنه منذ عام 1969 وحتى عام 1990لم يكن السياسيون ملتزمون بأسس وقوانين الدولة ، بل صنعوا من الشعب قطيع ، لأنهم يحكمون ارض انصاعو لأنظمة وأهداف دولة ..؟!!؟

وفي الاخير علينا أن نطالب بدولة ، وأن نشارك في الخيار ونؤيد القرار ، لا أن نصنع تماثيل وثنية لاشخاص ونجعلهم أئمة على الارض ونجعلهم الوارثين ، أن كنا نريد دولة مدنية ذات نظام وقانون ، علينا نحن أن نكون الجزء الأكبر من هذا القرار المعول به في صناعة الدولة .
لهذا فالمؤمن كيس فطن لا يلدغ من جحر مرتين .
فحذار أن يعيد التاريخ نفسه ونصبح على ما فعلنا نادمين

هذه هي الغاية وهذه هي الحلقة المفقودة والحقيقة المرة ، الذي يهربون منها ولا يريد أن يتقبلها الكثيرون ..
بينما جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ، وان لم يذعنوا للحق ، فليعلموا أن في نفوسهم الا كبر ماهم ببالغيه، وسنظل في ظلمات بعضها فوق بعض مها أخرجنا أيدينا لن نكد نراها ، سنعلم حينها أننا لم نختر طريق النور فلم يجعل الله لنا نور ، فولات ساعة مندم ، اذا رفعت الأقلام وجفت الصحف !!؟

فكيف ستحل نفسها ياسيد ....؟!!؟