آخر تحديث :الثلاثاء-21 مايو 2024-07:41م

يا رئيس الحكومة احفظوا لأساتذة الجامعة كرامتهم

الثلاثاء - 30 أبريل 2024 - الساعة 07:54 م

د. أنور الصوفي
بقلم: د. أنور الصوفي
- ارشيف الكاتب


الأستاذ الجامعي وصل حاله إلى ما لا يحمد عقباه، وصل بالفعل إلى هذه الدرجة، فأنا أستاذ جامعي وراتبي 96 ألف، وأذهب أسبوعيًا من عدن إلى كلية التربية لودر، وربنا ساترها معنا، وهذا الأسبوع أصبت بوعكة صحية، وذهبت إلى الصيدلية لشراء علاج، ولكن العلاج كان خارج الميزانية، ففاجأني الصيدلاني بأن قيمة العلاج الإسعافي 3500 ريال يمني، فقلت له: بكم الحبتين الفوار، فقال: بـ 400 ريال فقلت له: أعطني حبتين فوار واحدة لأنام عليها، والأخرى لتساعدني على أداء المحاضرات.

بالكاد أكملت المحاضرات وعدت متجهًا إلى عدن لعلي أرتاح في منزلي، فسألني أحد الزملاء لماذا جئت وأنت مريض، فقلت له: يا عزيزي أنا كنت أفتكر أن العليمي ونوابه، وبن مبارك ووزراؤه يتابعون وطنيتي، فقلت أظهر لهم بمظهر الوطني الذي يأتي إلى عمله ولو كان مريضًا، ولكن للأسف لم يدر بحالي لا العليمي ولا بن مبارك.

رأيت لقطة لبن مبارك وهو يتسوق لشراء الخضار من سوق بخورمكسر، فضحكت ضحكة حتى كاد يشق صدري السعال، ألهذه الدرجة وصل التواضع بهذا الرجل؟ ألا يعلم وهو المسؤول عن المواطن أننا لا نستطيع شراء أبسط علاج؟ هل يعلم أننا نسينا طعم اللحمة؟ هل يعلم أننا لم نعد نفكر بحبة دجاج متكاملة؟

رسالة أوجهها للأخ الدكتور أحمد عوض بن مبارك، أقول له فيها: سجل لك تاريخًا تجاه العلم وأهله، ووجه بإعادة قيمة راتب أساتذة الجامعة إلى ما كان عليه ألف دولار، فهنا ستذهب، ولكن ستظل لك ذكرى جميلة في قلوب أساتذة الجامعة، فلا تفوت الفرصة، وفز بها، فلطالما عرضت هذا العرض على مسؤولين قبلك، ولكنهم لم يأخذوا بنصيحتي، فذهبوا تلاحقهم لعنات كل الشعب، فوجه بتحريك رواتب الموظفين لتواكب الارتفاع الجنوني للأسعار، وتتناسب مع الهبوط المخيف لقيمة العملة، فهل تصدق أن الموظف علاجه حبة فوار كل 12 ساعة؟ فاللهم سلم سلم.