آخر تحديث :الجمعة-17 مايو 2024-09:48م

لروح الفقيد اللواء. فاتحةً للحزن عليه .

الثلاثاء - 30 أبريل 2024 - الساعة 01:11 م

عمر الحار
بقلم: عمر الحار
- ارشيف الكاتب


سنقف في ظل الحقيقة لاشمسها ان اردنا الكتابة عن شخصية اللواء احمد مساعد حسين الذي خلق مهاب الجانب بفطرته ، وفارسٍ مغوارٍ لايشق له غبار ، وذو كبرياء جميل .

ومابين أبجدية الحرف و الحزن عليه يجري نزيف المعاني ، و اخيلة تركض في برابري العمر  ، و حقول الذاكرة تعبث دون جدوى لحضور حصاد العبارة مثل فكرة شاردة لا تستقر على ضفاف لخيال عذب الموارد ،  كثيف الظلال الوارفة التعابير .

و للخالدين في لغتي مقام رفيع في الدنيا و الآخرة .

يتساقط الابطال والاحرار في وطني كاوراق الخريف ، خالية يومياتهم من ذكريات النضال والثورة ، وكأنها امتدادا لموروث اجدادهم في الحياة ، و اعتمادها على ثقافة اللسان و ايداعها جدران المكان . اذان الزمان . لولا بقايا من اثر افعالهم ممتدة بطول النظر ، سجلته الذاكرة في غمرة احداثها .

سقط جوكر لعبة الثورة و عرابها بطريقة مغايرة لسقوط كروت ثوارها ، رجالها ، ابطالها ، قياداتها ، حاملا وزر اسرارها بصمت رهيب ، وهو اطهر قديس في محاربها . وجميعا يجهلون عملية سقوطهم كالفرشات في النار ، ولا يصحو من لاذ  منهم بالفرار الا في نعيم العاصمة صنعاء .

رحل الفارس النبيل .
بقلب موجوعٍ ، ومثخنٍ بجراح الوطن .

ترجل الفارس الشهم الشجاع النبيل .
وصراخ الديوك يعلو على قمم الماذن ، عند مشاهدة ملائكة السماء ، يقبلون شهداء الوطن اناء الليل واطراف النهار ، ولم يمل الدجاج على كثرتهم من ممارسة عادتهم القذرة في البحث عن الطعام في بحور المستنقعات الآسنة .

سيظل احمد مساعد حسين من الرجال الذين يعرفون عند موتهم بتعبير اهل السلف . كما عاش مرفوع الهامة والجبين ، وان ضل كغيره من الثوار الاحرار الطريق الى قلوب الناس ، وهو محب لهم و لشبوة و لكن لايشعرون . عاشق لوطن بحجم النجوم ، ليموت مظلوما منهم اجمعين و من  التاريخ ، وذاك لعمري منزلة يحسده عليها الصالحين في معرفة رغبتهم اللقاء برب العالمين .
وقد عرف شياطين البشر وبكل اتقان ودقة كيف يرسموا  فوبيا الخوف الرهيب من شخصية هذا المناضل الوطني الجسور ، في كل الاذهان و منهم كاتب اسطر المرثاة ، لينقذه الله من ظلال و ضلال الحقيقة الى شمسها الساطعة . ونيل شرف الشهادة عليها باليقين ، عقب ان جمعتني به سنوات معدودات تمثل قطاف العمر من حياته لكنها الاقدار لاتخطئ رميتها ، ولم تسعفه بالبوح بمكنوناتها لي او لغيري ، رغبة صادقة لمستها ، معشعشة في جوارحه ونفسه ، و تدفعه للكشف عنها ، و ظهورها بغثها و سمينها  ، بحلوها و مرها ليبري الى الله ذمة و عهدا كان مسؤولا .

فمن كان قدوة للثائرين لا و لن يخون الامانة التي ظل يراعيها بحكمة الصابرين حتى الرمق الاخير من حياته ، و بمثالية عالية تفوق الوصف .

رحم الله اللواء المناضل احمد مساعد حسين الغيور و المحب لشبوة ، ولوطنه بعدد ذرات رماله و بره ، واحجار جباله ، ومياه بحره و نهره و قطره .

و بموته فتحت نافذة جديدة للحزن في قلبي المثقل اصلا بالاحزان على  وطني القتيل .