آخر تحديث :الخميس-16 مايو 2024-03:00م

أول مايو.. عيد بلا عمال

الإثنين - 29 أبريل 2024 - الساعة 09:21 م

أ. إيهاب طاهر
بقلم: أ. إيهاب طاهر
- ارشيف الكاتب


زمان أيام ما كان للعامل هيبة وقيمة لدى الدولة كنا نستقبل عيد العمال بأغاني حماسية بكلمات قوية وكلنا نتذكر أغاني الفنان العراقي جعفر حسن وكثير من الفنانين اليمنيين تغنوا بالعامل وانجازاته في مختلف وظائف الدولة الحكومية والخاصة.

أتذكر تماماّ تلك الأيام الذهبية وكيف كان العامل يمشي في الشارع مرفوع الرأس والاغاني والاناشيد تتردد في كل مقهى وركن ومنزل ترى أسرة العامل فاتحين المذياع أو التلفزيون على أخر صوت ولسان حالهم يقول في منزلنا عامل اليوم عيده فهو باني الوطن كما توصفه الأغاني وكثير من الشعراء تغنوا بموظف الدولة وصوروا العامل في قطاع الدولة وكأنه المصباح السحري الذي انار مدار الدولة وعزز اعمدتها لتصبح لها شأن عظيم بين الدول، كان التلفزيون يعرض مقاطع الأغاني الحماسية الثورية الخاصة بالعيد يعرض صور العمال وهو منهمكين بالعمل في ألات المصانع العملاقة (التي كانت) وهم متزينين باللباس الخاص (uniform) للمصانع وورش النجارة وقوارب الصيد الخاصة بثروتنا السمكية الضخمة التي انحسرت، العامل آنذاك كان يشتغل فترة واحدة وبراتب مجزي من الدولة يكفي أسرته ويزيد فكانت الأسعار رخيصة جداً بالنسبة لدخل الفرد ومواد غذائية مدعومة إضافة الى عملة قوية كان للدينار هيبته شكلاً ومضموناً ( الدولار بسبعة شلن).

لم تفكر هذه الأسر أو يأتي في حسبانها ان يأتي يوم ويكرهوا اللحظة التي اتجه فيها رب أسرتهم للعمل لدى مؤسسات الدولة في ظل راتب حقير معدم وارتفاع اسعار محموم وتردي خدمات مع ارتفاع رسومها، اصبح الموظف اليوم الحلقة الاضعف والجدار القصير ومواطن درجة رابعة وكل يوم يتم التنمر عليه من قبل جبابرة الدولة من خلال سلسلة قرارات عبثية وجرع سنوية يتجرع فيه الموظف كل المظالم وفمه مقفول عن قول كلمة او تعبير عن رأي مسموع، ليس ضعفاً بل جوع ويأس واحباط من نيل أي حقوق، اصبح جسد بلا روح منتظر لحظة هلاكه حتى يتخلص عن كمية الهم والديون التي فوق رأسه.

العامل .. العامل ..العامل هو سر نجاح أي دولة حديثة فالقوى العاملة ان حصلت حقها من رواتب مجزية واهتمام ستعطي الدولة كل طاقتها الإنتاجية.

لا تسقطوا غصن الزيتون من ايديكم، اهتموا بالعامل وموظف الدولة ارفعوا شأنهم فهم اللبنة الأساسية التي ترتكز عليها الأمم.. شجعوا اجيالنا بالسعي لنيل لقب موظف دولة.

الدول المجاورة ودول الخارج سر نجاحها بإعطاء موظفي الدولة حقهم وزيادة من تطبيب واشتراكات في نوادي صحية وعامة وخصومات شرائية بمجرد إظهار بطاقتك الوظيفية.

مقولة سمعتها قبل فترة اضحكتني وابكتني في نفس الوقت ان الموظف في بلادنا شكله شكل سمكة الوزف ميت يابس لكن عيونه مفتحين.