آخر تحديث :الأربعاء-15 مايو 2024-02:10ص

صراع الحضارات

الإثنين - 29 أبريل 2024 - الساعة 11:34 ص

القاضي عبدالناصر سنيد
بقلم: القاضي عبدالناصر سنيد
- ارشيف الكاتب


بعض الادباء والكتاب لازال يروج لفكرة بأن معركة الحضارات قد انتهت وحسمت لصالح الحضارة الغربية وان القيم التي تمتلكها مثل هذه الحضارة قد انتصرت وبالضربة القاضية على جميع حضارات الشرق ، وان الشباب الذين يعيشون في جميع أراضي الدول الشرقية على مختلف انتأيتهم و دياناتهم قد باتوا ما بين مقلد أو تابع لكل تقليعات الغرب ابتداء من قصات الشعر الغريبة إلى تبني رقصات تشبه بحركاتها من يعاني من داء الصرع او كالذي يتخبطه الشيطان من المس ، إضافة إلى التحريف الفظيع التي تتعرض له اللغة العربية بإضافة بعض الكلمات الغربية إلى مفرداتها .بينما الحضارات الشرقية بكل ما تملكه من قيم قد أفلست وأصبحت عاجزه عن تقديم ما يلهم الشباب .

أن التاريخ يخبرنا بأن ما تسمى بالحضارة الغربية قد تأسست على بحيره من الدماء ابتداء بالغزو الصليبي (الديني) إلى الاحتلال المباشر لمختلف الدول وسرقة ثرواتها و القيام في بعض الحالات بإبادة شعوب بأكملها وسرقة أرضها كما حدث مع الهنود الحمر السكان الأصليين لأمريكا او الاوبريجن السكان الأصليين لأستراليا أو اخد أبنائها والتجارة بهم كعبيد كما حدث مع قارة افريقيا أو محاولة إلغاء ثقافة ولغة الشعوب باستخدام قوة السلاح كما حدث مع معظم دول افريقيا و أمريكا اللاتينية والذي لازال أبنائها إلى اليوم تائهون ما بين اللغة الفرنسية و اللغة الإنجليزية واللغة الإسبانية واللغة البرتغالية.
وقاد الصراع الخفي بين أقطاب هذه الحضارة على استعمار و اقتسام ثروات الشعوب الى اندلاع (الحربين العالميتين الأولى والثانية) الذي راح ضحيتها قرابة مئة مليون إنسان ، إضافة بأن مثل هذه الحضارة لازالت إلى اليوم تتبنى ثقافة تستند بشكل أساسي على الأفكار العنصرية التي تقوم على تبني مبدا تفوق العرق الأبيض سواء كان هذا التبني بشكل رسمي كما فعلت المانيا النازية أو كان هذا التبني عبر الممارسة الخفية كما تفعل كل الدول الغربية تقريبا و تعمل استنادا على هذا المبدأ في محاولة السيطرة على العالم بفرض إرادتها القانونية عليه عبر المعاهدات من خلال الأمم المتحدة أو فرض سيطرتها المالية عليه عبر صندوق النقد ، فالعرق الأبيض المهيمن على الحضارة الغربية لازال يرفض وبشدة مبدا المساواة بين الأعراق فهو يتعامل مع باقي الأعراق بشيء من الدونية وعدم المساواة ، حيث لازلنا نتذكر تلك الأيام الخوالي (ستينات القرن الماضي) عندما كانت المقاهي في الولايات المتحدة تحظر دخول ذوي البشرة السمراء والكلاب إلى المقاهي أو ركوب المواصلات العامة ولازلنا نتذكر قبل سنوات مضت انتفاضة الضواحي في باريس من قبل سكان باريس العرب والسود احتجاجا على سياسة التهميش العنصري والتي تتبناها الحكومة الفرنسية ضدهم.

الحضارة الغربية رفعت رايه الحرية وبنت تمثال الحرية في نيويورك ليكون فقط نواة اسم كبير لمعنى فارغ ، لأن هذا الاسم في ثقافتهم يمثل كل ما تحمله الإباحية من معنى وضوء اخضر لإشاعة الفاحشة ، فالحرية تعني وفقا لحضارتهم الحق في التخلي عن الاخلاق والدين والعيش بحريه من دون اي قيود أو محرمات حياة في اعتقادي أقرب إلى حياة البهائم في ظل قوانين تشرع مثل هذه الإباحية ( إباحة المثلية ) تحت مظلة الحرية الذي أصبح عباره عن وثن يراد به أن يكون قبلة للفساد .،

أن صراع الحضارات عباره عن وهم كبير لازال يعشعش في عقول بعض أدباء الغرب ، فالصراع الحالي هو صراع بين الحق والباطل لأن الحضارة الإسلامية بنيت على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و الحفاظ على الأسرة والتي هي أساس المجتمع والدعوى الى مكارم الاخلاق والمساواة بين الخلق و تطبيق العدالة الاجتماعية ، بينما الحضارة الغربية قامت على الحرية والإباحية وإفساد المجتمع و تدمير الأسرة ، أن الذين ينادون زورا بانتصار مثل هذه الحضارة الفاسدة على الحضارة الإسلامية انما ينعقون بما لا يسمع فهم بحاجه ماسه الى زيارة طبيب نفسي لعلاج ما بهم من انفصام.
ختاما أن ما يسمى صراع الحضارات عبارة عن مشهد درامي في فيلم متواضع من انتاج هوليود يراد به إيصال تلك الفكرة بأن الفساد قد انتصر ،