آخر تحديث :الإثنين-13 مايو 2024-05:00م

عندما يصبح الحقد فوق مستوى العقل

الأحد - 28 أبريل 2024 - الساعة 02:49 م

د. عوض احمد العلقمي
بقلم: د. عوض احمد العلقمي
- ارشيف الكاتب


تمضي الأيام بسرعة مذهلة ، فها نحن اليوم قد تجاوزنا المائتي يوم على حرب الإبادة التي يشنها العدو الصهيوأمريكي على أهلنا وأحبتنا في غزة خاصة وفي فلسطين عامة ، بمباركة ومساهمة ومساندة من صهاينة العالم وبعض الأنظمة المرتعشة في المنطقة . فصهاينة الغرب المستكبر تخاف من عودة الإسلام ، ورجاله الأقوياء ؛ لذلك تجدهم يعملون بكل ما أوتوا من قوة لسد أي نافذة ، أو أي فتحة قد يتسرب منها شيء من بصيص الضوء ، أو إشعاع نور من عظمة فجر الإسلام ، أما الأنظمة العربية في المنطقة فقد وجدت نفسها من صناعة ذلك الطاغوت الصهيوأمريكي ، وبذلك أصبحت له عابدة خانعة ، تردد ما يقول ، وترى مايرى ؛ حتى أصبحت هذه الأنظمة لم تعد تستطيع التفريق بين الحرية وبين العبودية ، وبين الشموخ وبين الانبطاح ، وبين انتزاع الحقوق وبين استجدائها ، ولكثرة عبادتهم للطاغوت الصهيوأمريكي ، لم يعد يفهمون معاني الجهاد ، أو مافرض عليهم في الكتاب من رب العباد ، فالأمر لديهم سيان ، ولافرق بينهم وبين من يعبد الحشرات والحيوانات وغيرها من المخلوقات ؛ لذلك يجب أن تعلموا أن غزة فيها رجال الله ، فيها فئة مؤمنة سوف يمرغون أنوف الصهاينة في أوحال غزة ، إن رجالا يقودهم السنوار لم ولن يهزموا بل إن طغيان الصهاينة وجبروتهم لايهز لهم شعرة .

لكن الذي يضحك ويبكي في الوقت نفسه هو نعيق أولئك المتصهينين المأزومين الذين يدينون المقاومة في غزة ، بل وينتقصون من كل فعل تقوم به المقاومة ، فهؤلاء أما أن الحقد قد ران على قلوبهم فأصبحوا لا يرون الحق أبدا ، أو أن الغباء قد استفحل على عقولهم وقلوبهم فأضحوا يحسبون كل صيحة عليهم ، فهذه الدول دأبت للتقليل من كل ما مايقدمه المجاهدون في كل جبهات القتال بل والتشكيك به ومحاربة كل من يقف ولو بالكلمة ضد ما يقوم به هذا العدو المتغطرس ، يحاولون بكل أموالهم وقوتهم إفشال كل من يجاهد هذا العدو ، ويقدمون الولاء والطاعة للعدو ، وعندما أتساءل لماذا يفعلون ذلك ؟ ولماذا يستسلمون ويخضعون لعدوهم بهذا الشكل المقيت ؟ ولماذا كل هذه العبودية ؟ فلا أجد إجابة شافية غير أن حقد بعض هذه الأنظمة على المجاهدين في غزة وخوفهم من نصرهم ، إذ يعلمون يقينا أن انتصار المجاهدين يعني نهاية هذه الأنظمة الخانعة التي هي صناعة صهيوأمريكية ؛ ومن هنا يصبح همهم الأوحد هو أن يحافظوا على بقائهم على كراسيهم المهترئة ، كما أنهم قد استشروا العبودية والخنوع والاستسلام فيستغربون من كل من ينادي للحرية ، ويرون هذا كفرا بمعبودهم الذي هو سبب بقائهم ، وأنهم سينتهون في لحظة خروجهم عن طاعته ؛ لذلك تجدهم حاقدين على كل من يملك الحرية ويجابه هذا العدو..

ولن أذهب بعيدا فعندما اتتبع الحياة في المجتمع الذي اعيش فيه اجد مايعزز هذا الشيء إذ لا أخفيكم أنني عملت في أماكن فرأيت مايشيب له الرأس ، فما تقدمه الأنظمة للعدو الصهيوأمريكي من ولاء وطاعة عمياء وعبودية مقيتة أجد أنه يقدم لثلة من الفاسدين الذين عملت معهم ، كما أجد الحقد ذاته من هؤلاء المفسدين تجاه كل شخص حر أبي يعمل بكل جد واجتهاد وعندما تحاول تنوير الناس وإخراجهم من الظلمات تصبح عدوا لأولئك الفاسدين جميعا .