آخر تحديث :الأحد-12 مايو 2024-10:16ص

لا تفهمونا غلط

الأحد - 28 أبريل 2024 - الساعة 02:46 ص

حسن عمر الصبيحي
بقلم: حسن عمر الصبيحي
- ارشيف الكاتب


شعب الجنوب عندما يسكت على افتعالكم الأزمات يا من بيدكم تسيير الأمور من غلاء المعيشة إرتفاع الأسعار التلاعب بصرف المرتبات الكهرباء الماء وكل الخدمات الأساسية والضرورية للناس سكوته كان إنما هو التحلي بالصبر وأتباع الأمور بالحكمة والتعقل لأننا نعلم أن بعد العسر يسر.

ولكن من المفارقة العجيبة فهم القائمين على هذه الخدمات يفهمون غلط وكأننا نقول لهم اعملوا ما بدأ لكم فينشرح صدره بهذا الصمت فيفتح فاه على أوسع نطاق وياكل بشراهة فينسى نفسه من يكون فيحل هذه الأمانة التي في عنقه فتتحول إلى حق مكتسب يفعل بها ما يشاء وهو لا يدري أن مسعاه هذا يقرب إلى الدنيا أكثر وبعدك عن الآخرة أكثر أكثر.
وهنا تراه قريب من الشيطان. وبعيد عن الرحمن.

ينشرح صدره عند معاناة الناس فينقلها إلى الشيطان فرحا حتى ينال الإعجاب والعطاء وتزيد له المحبه ليكسب البقاء على هذا المنصب الهالك المهلك.
لأنه لا يرى ماذا يفعل إنما يرى ماذا يكسب.

فتتحول رؤيته لناس بأنهم أصغر حجماً وأكثر تطلباً وأنهم من يحتاجون لرحمتة ورضاه ويدخل هذا النوع من أنواع التكبر والتعالي.
في مخيلته يرى الناس تشير إليه بالبنان خوفاً ورعبا وهذا يعطية انطباع بأنه القوي المتين فيصيبه هذا بالغرور.

وهذه الخصال التي يشعر بأنه يتمتع بهما هم من أسماء الله الحسنى الكبير المتعال القوي. اتعلموا لماذا يصل إلى هذا المستوى.
أنه الحرام الذي حلله لنفسه. أنه ضياع الأمانة التي تحملها ولم ياديها على أكمل وجه. أنة الغرور وحب الذات والأنانية
أنة النسيان الذي جعله لا يعلم من هو ومن يكون وماذا عليه من واجبات تجاه الله سبحانه وتعالى وثم تجاه الرعية أنها الأمانة التي يحملها في عنقة وهو لا يدري فهوة به أسفل السافلين.

أعلم يا من وليت بأمر المسلمين أنك مسؤول أولا تجاه الله سبحانه وتعالى ثم أمام المجتمع أي الرعية في الدنيا والآخرة وستحاسب على ما اجرمت بحق الخلق عن كل صغيرة وكبيرة.
يوم الحساب قادم قادم لا محالة آجلا أو عاجلا وحينها لن تنفعك الأموال التي كنزتها والعلاقات التي وثقتها مع الشياطين الكل سيتخلى عنك وستقف وحدك أمام عدالة السماء أن لم تطولك عدالت الأرض.

أفعل ما يحلوا لك واصنع ما تشاء فالحياة قصيرة والرفاهية ستنتهي إنما هي حياة الدنيا وما حيات الدنيا بالآخرة إلا متاع. جهز نفسك للعدالة أيها الفاسد ولن تجد لنفسك مهرب من العقاب.
وإلى هنا نكتفي