آخر تحديث :الجمعة-10 مايو 2024-08:24ص

٢٧ ابريل .. هُزم الجنوبيين ولم يستفيدون من تجارب التاريخ. اقرأوا كلام بمنتهى الصراحة

السبت - 27 أبريل 2024 - الساعة 11:32 م

علي منصور مقراط
بقلم: علي منصور مقراط
- ارشيف الكاتب




في مثل هذا اليوم بتاريخ ٢٧ ابريل أعلن الرئيس الراحل علي عبدالله صالح الحرب على الوحدات العسكرية الجنوبية التي انتقلت بغباء لامثيل له الى المحافظات الشمالية يوم اعلان الوحدة اليمنية ٢٢ مايو٩٠م ومنها اللواء الثالث مدرع وهو أقوى لواء جنوبي انتقل إلى عمران بقيادة العميد الركن سيف البقري والاركان العقيد الركن محمد حسين طويرق الذي خلف العقيد الركن مرشد صلاح العمودي .والثلاثة مازلوا احياء يرزقون وبالمناسة ابلغني رئيس الهيئة العامة لاسر الشهداء والمناضلين المناضل أحمد قاسم عبدالله الحضور غدا في مناسبة تكريم القائد العسكري المخضرم والمناضل سيف صالح محسن البقري ..
عموماً اقرأوا الحكاية المؤلمة لعل وعسى أن يستفيد الجنوبيين من الدروس والعبر من اليوم وغدأ .
الليلة وفي منتدى الشهيد عاطف للسلام بقيادة الوكيل اللواء الدكتور قائد عاطف طرح علينا القائد العميد الركن فضل طهشه فكرة الحديث عن هذا اليوم المشؤوم في حياة الجنوبيين أي ٢٧ ابريل يوم اعلان الحرب على الجنوب ارضاً وانساناً . وبدأ الحديث وكان رائعا بترديده عبارة كيف هُزمنا والاسباب والعوامل وتسائل هل نقدر نستفيد من تجارب فشل الماضي وصراعاته ونعيد وحدة الصف لمواجهة العدو الغادر. وقال اليوم اصبحنا نبحث عن وحدتنا نحن الجنوبيين ونسينا مآسي الامس الغريب هل يعقل هذا
ولاحقاً انتقلت إلى مجلس اللواء الركن عبدالله عبدربه ومعي الشيخ حاميم الحوشبي وما أن قعدت واذا بالاخ العزيز أحمد علي القفيش يتحدث بالعبارات نفسها توحيد الجبهة الداخلية. وما نحن فيه الجنوبيين من وضع كارثي والخطر يهددنا من الحوثيين الذي يراهن على خلافاتتا وانقساماتنا ما قد يسهل له الاختراق لاسمح الله وهو عدو طاغي وظالم ودموي جاهل ومتخلف لايرحم ولا يفرق .
شخصياً اخشى من ذلك اليوم الجهنمي وان استمرت الخلافات وعدم تدارك الوضع اقصد في الانقسام . سيلتهمنا العدوان فالأشقاء في قيادة التحالف العربي وصلوا إلى قناعة التخلص منا بمراضاة الحوثي التوقيع على اتفاقية سلام وتسوية سياسية وان كانت هشة . والقاصي والداني وحتى الأغبياء يدركون أن مليشيات الحوثي ستقبل بكل شيء وقد تلتزم إلا السلام لن يلتزمون فيه . كما قال دولة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك شعار الحوثي الشمال مسيطرين عليه أما الجنوب سيقاتلون عليه إلى آخر جندي والى آخر قطرة دم .
باختصار أعلن الرئيس الراحل صالح الحرب على الجنوب في مثل هذا اليوم وهو واثق من اجتياحه . لماذا ؟ لأننا دخلنا الوحدة ولم نتسامح ونتصالح مع اخواننا الذين شردوا في ٨٦م وماقبل ذلك التاريخ جيش وقيادة وحتى عاملناهم وكانهم ليس من قيادات الجنوب وابنائه حتى حين جاءوا في الأزمة يمدون ايديهم لنا للدفاع عن الجنوب رفضناهم ومازال بعضهم احياء . لهذا تحالفوا مع صالح وهم من اسقطوا الجنوب لان معهم مفاتيح الجبهات والجغرفيا
ومنهم حق فحين ترفضني العيش في تراب وطني وتعتبرني في نظرك خائن ساتحالف مع الشيطان. ننتهي من هذا الملف المؤلم.

اللافت في العام ٢٠١٥م توحد الجنوبيين ولاول مرة على قلب ورب لمواجهة جحافل الغزو والعدوان مليشيات الحوثي وبدعم التحالف انتصروا وتم تحرير المحافظات الجنوبية باستثناء مديرية مكيراس .
لكن هذه الوحدة والتماسك الجنوبي العظيم لم يصمد ولم يستمر غير عامين حتى بدأ السيناريو الخارجي يعد لصراع جنوبي داخلي فقد درس نفسيات الجنوبيين وتمكن من عودتهم إلى تصفية حسابات الماضي . بمزاعم الدفاع عن الجنوب بدأ التوتر من يناير ٢٠١٨م وفي اغسطس ٢٠١٩م تقاتل الجنوبيين في عدن فيما بينهم دون وجود جندي شمالي تمعنوا من هذا الكلام. تم اجتثاث قوات جنوبية محسوبة على الرئيس هادي والميسري من عدن عن بكرة أبيها من قوات الانتقالي الجنوبي دمرت الوحدات والمعسكرات وكانت الضربة التي قسمت ظهر البعير والنسيج الاجتماعي الجنوبي . واستمرت عقلية المنتصر المهزوم بالهرولة وملاحقة الجنوبيين إلى ابين والى مشارف عتق .. وحين وجد هؤلاء أنفسهم مشردين من وطنهم حاولوا التحالف مع قوات شمالية . وجاءت حرب ٢٠٢٠م في رمال ابين . الدم جنوبي . حاولنا النصح يومها وحشدنا وسطاء لوقف اراقة الدم . لكن القرار مرهون بالمخرج الذي أراد استنزاف شباب الجنوب بتعبئة خاطئة . انتهت الحرب الصفرية وابحثوا عن مصطلح الحرب الصفرية وستجدون النتيجة في النهاية يموت البطل ..
ما اشبه الليلة بالبارحة . قبل ٣٠عام والى ٢٠١٩ و٢٠٢٠م نفس النتيجة.
ماذا بعد ، مرت مايقارب خمس سنوات من الحرب الداخلية ونهايتها الندم . لن يفيد الكلام ولا ضياع الوقت . أرى أن المشهد مازال في فصوله . لكن هناك فرصة لتنازل الجنوبيين لبعضهم البعض . معالجة آثار الصراع الأخير وجبر الضرر وتقديم مبادرة لحوار وطني جنوبي شامل ومفتوح بعيدا عن الوصاية والاملاءات الخارجية وتقدم مشاريع الحلول والمخارج تحت رعاية الامم المتحدة وتوقيع وثيقة يتعهد فيها الفرقاء بعدم توجيه السلاح والعودة إلى مرحعية يتم اختيارها من اشرف عقلاء الجنوب الوسطيين ومنع الاعلاميين من بث التفرقة والمناطقية وعبارات التخوين. وفتح صفحة جديدة عنوانها الإخاء والاصطفاف للدفاع عن تراب الجنوب والجميع يتحمل المسؤولية.. ياريت يتحقق ذلك ويعود وهج التصالح والتسامح الحقيقي قبل يداهمنا الوقت ويقع الفأس بالرأس.. إلى هنا اكتفي سلاااااااااام