آخر تحديث :الخميس-09 مايو 2024-10:57م

في ذكرى الاجتياح.. محطات تاريخية من نضالات وصمود شعب الجنوب

السبت - 27 أبريل 2024 - الساعة 03:35 م

عبدالرقيب السنيدي
بقلم: عبدالرقيب السنيدي
- ارشيف الكاتب


لم تكن المؤامرة وليدة اللحظة بالخيانة والقدر على شعب الجنوب من قبل قوات النظام السابق التي عملت بكل قواها على تنفيذ مخططها التأمري في انتظار الوقت المناسب والظروف الملائمة وإعلان ساعة الصفر،بل كان لتهيئة الظروف السياسية والعسكرية ابعادها المناسبة إعلان تلك المؤامرة الدموية من قبل المخلوع صالح في 27 من ابريل من العام 1994م واجتياح الجنوب والقضاء على كل معالم الدولة الجنوبية، واستباحة الأرض والعرض والإنسان.

ثلاثين عاما عاشها أبناء الجنوب تحت وطأت القتل والتنكيل التي بدأت بالاغتيالات والتصفيات الجسدية التي طالت القيادات السياسية والأمنية والعسكرية منذ الوهلة الأولى لتوقيع الوحدة، بالاضافة الى تدمير كل المؤسسات والمصانع الانتاجية، ولا سيما حرمان الآلاف من الكوادر الجنوبية من العمل في السلك المدني والعسكري، فضلا عن تسريح الآلاف من وظائفهم. لتستمر عملية الاقصاء والتهميش الممنهج في سياسة النظام السابق على الأرض في القضاء على كل المعالم الاثرية والحضارية وفرض أمر واقع باستباحة ما تبقى من المرافق الحيوية بعد تدمير ممنهج لكل المؤسسات والمصانع والشركات الانتاجية في الجنوب.

لم يكن للمارد الجنوبي مع كل الممارسات الهمجية ضد شعب الجنوب، الذي عانى ويلات تلك السياسات والاساليب القمعية طويلا، إلا الانتفاضة واعلان انطلاق الثورة الجنوبية في العام 2007م التي باركها كل ابناء الجنوب واندلاع شرارتها في كل محافظات ومناطق الجنوب، التي قوبلت بالقمع من قبل نظام صنعاء، قبل اعلان الحرب واستكمال سيناريو الاجتياح الثاني للجنوب في العام 2015م، التي انتهجت نفس الاساليب والطرق في القضاء على تطلعات ابناء الجنوب، لكن كانت كلمة الفصل عند ابطال المقاومة الجنوبية الذين تصدو لتلك المليشيات الاحتلالية، وسطروا في كل الميادين اروع ملاحم الشرف والتضحية والانتصار للوطن ودحر تلك القوات من أرض الجنوب .

للتوالى الانتصارات والانجازات المتسارعة لشعب الجنوب في كل المناحي، ولا سيما التفاف كل ابناء الوطن من المهرة حتى باب المندب في المباركة لأعلان عدن التاريخي وتشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي وهيئاتة وتفويض القائد عيدروس الزبيدي لقيادة سفينة الجنوب الى بر الامان، الذي كانت تلك الخطوة بمثابة اللبنة الأولى على طريق استعادة الدولة الجنوبية، التي زادت تلك القوى الحاقدة على شعبنا الصامد بدفع كل قواها الإرهابية والاخوانية في النيل من تلك الانتصارات بالقتل والاجرام التي تعد واحدة من اساليبها الدنيئة التي تتبعها في كل حروبها مع الجنوب.

ثلاثة عقود من الزمن خاض فيها شعبنا مسارات النضال الثوري والتحرري من الصمود والتضحية، حقق من خلالها انجازات عظيمة بفضل قيادة المجلس الانتقالي الذي عملت على فرض قضية الجنوب في المحافل الدولية كقضية شعب وأرض ولا يمكن المساومة فيها إلا باعطاء الجنوب حريته واستقلاله، والعمل على بناء وتطوير قدرات القوات الجنوبية، في الوقت الذي يسطر ابطالنا الميامين ملاحم الصمود الأسطوري في الدفاع عن حياض الوطن في كل الثغور ومواقع الشرف والنضال على امتداد وطول وعرض شريطنا الحدودي .

اخيرا يجب علينا جميعا، وهو واجب وطني لكل المنطوين في الاطر الحزبي او ضمن المكونات السياسية والمنظمات الشعبية والمدنية بان نطوي صفحة الماضي بكل اخطائها، وان نمد ايدينا الى بعضنا البعض في الحفاظ على وحدة النسيج الاجتماعي، والاستفادة من عبر الماضي المؤامرات التي عاشها شعبنا في كل المنعطفات، في جعل مصلحة الشعب فوق كل الاعتبارات، في الدفاع عن منجزات الوطن التي تحققت، وعدم السماح لكل القوى التأمرية بنشر التفرقة والعنصرية بين اوساطنا، بما لايدع مجال لاي مسار او طريق يثنينا في تحقيق هدف شعبنا في استعادة ارضة وعزتة وكرامته.