آخر تحديث :الأربعاء-08 مايو 2024-10:00م

إلى الأقزام!

السبت - 27 أبريل 2024 - الساعة 10:09 ص

صدام الحريبي
بقلم: صدام الحريبي
- ارشيف الكاتب


تطاولوا عليه وسبّوه ولفّقوا له الشاردة والواردة يوم وفاته، ولم يكتفوا بذلك بل كذبوا عليه دون أن يفكرّوا بشيء.
ولما شعروا أنهم ارتكبوا الخطأ وكثر المترحّمون عليه، وأنهم زادوه رفعة، ذهبوا لمهاجمة أولاده.
تخيّل أنك تسخر من شخص يوم موت والده، أو أن شخصا يسخر منك ويتطاول على والدك يوم مماته، كيف ستكون حالتك النفسية؟
ألهؤلاء المتساقطون على طرقات أسوأ الشوارع عقول يفكّرون بها؟ أو مشاعر تمنعهم من إيذاء وجرح مشاعر الآخرين؟
يبرّر هؤلاء إشاعة تفاهاتهم بأخطاء ارتكبها الأبناء مع أن الأبناء نفوا ذلك، لكن بماذا سيبرّرون تلفيقهم التهم والكذب والدجل على الرجل قبل وفاته ويومها وبعدها؟
فيا أيها المتفيهقون، دنوتم وتعستم، فأنتم شر عباد الله من كل متساقط، تقولون وسخ العرض وأنتم رعاع أقزام، تتهادَون أوسمة الكذب والدّجل والسقوط، والإبداع في الوقاحة، إنكم تُجيدون وبمهارة الغوص في المجاري وتُفاخرون بذلك. فماذا ننتظر ممن يفتخر بالغوص في المجاري؟!
أيها المواشي والدواب والبقر، اخزَوا خزيم خزاية لا تنتهي، فما تمارسونه هو نهيق وعواء.. يا أسخف السخفاء، يا عديمي الحياء، كيف لعاقل أن ينتهك عرض ميّت ويسخر من أهله يوم مماته، أترونها هيّنة؟ بل إنها كبيرة وعظيمة لا يمارسها إلا أهوج واقع لا يختلف عمّا يلبس أسفل جسده.
أيها الشامتون، أين الثرى من الثريّا، والصحيح من المُدرج، والأسد من القرد، والرأس من الرّجلين، والتاج من النّعلين؟
فو الله لو أن أحدكم تعرّض لما تعرّض له الرجل وأبنائه منكم لهجوته بمثل ذلك، فاكبروا وكونوا أصحاب عقول تفكّر وتحترم نفسها، وإن استصعب عليكم ذلك فلا تحدّثونا عن الرقي والرفعة، بل ابحثوا لأنفسكم عن مجاري تفوح منها رائحة النّتانة وادفنوا رؤوسكم المعطّلة فيها، فهي من جنس رؤوسكم، وإن كبرتم واحترمتم أنفسكم وعقولكم والناس، فلكم علينا الاحترام والتقدير.
لا أقدّس الرجل ولا قداسة لبشر غير من أرسله الله بالهدى ودين الحق، لكننا نتحدّث هنا عن ضرورة تجسيد خُلُق رمَيتموه تحت أقدامكم فانقلب عليكم.