آخر تحديث :الأربعاء-08 مايو 2024-12:28ص

استقلال وظلم العمال... من قبل بعض التجار ورجال المال والاعمال

الجمعة - 26 أبريل 2024 - الساعة 11:45 م

عمر المسقعي
بقلم: عمر المسقعي
- ارشيف الكاتب





منذُ اندلاع ثورة الشباب من العام 2011م او مايسمى ثورات الربيع العربي التي عمت في معظم دول الشرق الاوسط واطاحت  برؤساء النظام والقانون لم يرى الشرق الاوسط بعدها العافية وشروق شمس فجر جديد بل توالت الاحداث الى الاسواء متسارعه بعد سقوط العظماء...

بلادي اليمن السعيد حصل على نصيب الاسد من الفريسة من السقوط وتكسير مؤوسسات الدوله وشتات القوى السياسية حتى آلت الامور الى الوضع الصعب والعقاب الجماعي لهذا الشعب من عجزه عن توفير ابسط مقومات الحياة للعيش الكريم..
وبسبب اننا نعيش في وضع اللادولة  لجاء الكثير من ابناء هذا الشعب  للاعمال الخاصة عند التجار ورجال المال والاعمال... 

ونتيجة لكثرة الطلب  على سوق العمل مع قله العرض في السوق،  استقل بعض ضعفاء النفوس من بعض التجار ورجال المال والاعمال العمال نتيجة لكثرة الطلب للعمل  بقلة الاجرة وزيادة ساعات العمل مصحوبة بالمشقة والتعب فوق طاقاتهم وامكانياتهم الجسدية والذهنية... 

بل وفي بعض الاعمال الخاصة يشكي لي احدهم طول ساعات العمل حيث تصل الى 17 ساعه في اليوم عمل لفترتين باجر قليل...

فهولاء هم الظلمة الذين يستغلون حاجة الناس ويتعاملون مع من يريد يستر نفسة واهلة كآلة حديد لا كبشر فالشغل فترتين والاجر زهيد جداً وثلثين الراتب يكون في الاكل والمواصلات...

وان كثيراً من العمال يتغرب احدهم عن اهلة قادماً من القرى والارياف ويفارق زوجته ويهجر ابناءه ويغادر اباه وأمة وهم بأمس الحاجة الية ثم يعيش غريباً عنهم بعيداً منهم ويهلك  جسمة ويتلف اعصابة وينثر عرقة  كل ذلك من اجل ان يفرح نهاية الشهر بثمن بخس...

ناهيك عن اسلوب المعاملة الانتهازي والاستفزازي من بعض اولئك التجار ورجال المال الاعمال الذين تجردوا من ضمير  الانسانية والإحساس بالآخر   وكيف ينظرون الى العامل گانة سلعة لها تاريخ انتهاء  يستفاد منها لغرض  حاجته ومنفعته منها  ثم رميها دون مأسوف عليها..

ولا يدرون ان وراء كل عامل قصة ومعاناه لايعلمها الا الله... 

وان اكثر ما يضر العمال هم اولئك  الذين نصبوا انفسهم ملاكة بدل صاحب الحق باعتبار انفسهم مدراء ومشرفين،، فعموا وصموا عند صاحب  الحق على حساب العمال وباعوا انفسهم بثمن بخس ومالٍ مدنس يتغاضوه من وراء الستار بغرض التلميع وتيسير الامور على ظهور العمال الذين لا حول لهم ولا قوه...

متناسين هولاء الظلمه وصاية وهدي  النبي صلى الله عليه وسلم حيث دعاء اصحاب الاعمال الى معاملة العمال معاملة كريمة والى الشفقة عليهم والبر بهم  وعدم تكليفهم مالا يطيقون من الاعمال فقال صلى الله عليه وسلم:( اخوانكم خولكم جعلهم الله تحت ايديكم فمن كان خوه تحت يدية فليطعمة مما ياكل ويلبسة مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فان كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم)... 
وكذلك الزم النبي صلى الله عليه وسلم صاحب العمل ان يسارع في وفائه وسداده للعامل اجره المكافئ لجهده فقال صلى الله عليه وسلم:( اعطوا الاجير أجره قبل ان يجف عرقه). 

وفي الاخير احب ان اقول لاصحاب رؤوس الاموال والتجار بأن ينظروا الى العمال بعين الرحمة فالراحمون يرحمهم الرحمن والمال مال الله والله قد استخلفكم فية لينظر ما تصنعون...