آخر تحديث :الثلاثاء-07 مايو 2024-07:37ص

نصيحة لمن يبحثون عن الفسخ والطلاق

الجمعة - 26 أبريل 2024 - الساعة 08:19 م

القاضي عبدالناصر سنيد
بقلم: القاضي عبدالناصر سنيد
- ارشيف الكاتب


تناولنا بما فيه الكفاية لظاهرة فسخ الزواج وفتحنا مثل هذا الملف على مصراعيه ليكون موضوع رائي عام ، تحدثنا بالشرح وبالتفصيل عن خطر وضرر مثل هذه الظاهرة على المجتمع ، واليوم ارغب بشكل أو بآخر التحدث عن الضحايا الافتراضيين لمثل هذه الظاهرة ، اول ضحايا قضايا فسخ الزواج هم الأطفال الذين يصبحوا بين عشية وضحاها ضحايا تعنت الاب في الإنفاق وابتزاز الام من خلال المطالبة بتلك النفقة وباستخدام ما تيسر من أرقام فلكيه ، بينما يقبع الطفل وحيدا في الوسط ينظر بعينيه إلى ذاك الأب وقد أشاح بوجهه مبتعدا والى تلك الام التي تندب اللحظة التي حملته في بطنها ، يبحث في اعينهما عن بقايا من ذاك الحب والأمان الذي افتقده ، ما بين ام تتسلى يوميا بتقليل من قيمة وهيبة الاب في عيون الابن واب لم يعد يكترث لوجود هذا الابن ، بعد أن أصبح قلبه وعقله معلقا ومشغولا في البحث عن حريوه جديده متلافي كل ما وقع فيه من أخطاء اثناء اختيار الحريوه السابقة وكان لسان حالة يقول طز بالقديم ، فتساءلت هل يعلم الاب والام حجم المأساة التي يعيشها الاطفال والحالة النفسية التي هم عليها بعد انتهاء الحياة الزوجية بينهما سواء انتهت بالطلاق أو انتهت بالفسخ ؟ أو هل استوعب الأبوين حجم الكارثة التي حلت بالأطفال ؟ فالطفل يجد نفسه فجاءه تحت سلطة وهنجمة الخال وتحت استبداد جميع من في البيت والذين يتداولون على الانتقام من الاب بكيل مختلف انواع الشتائم على فضاعتها للابن وكان الابن عليه أن يتحمل كل الاوزار بالوكالة عن أبيه ، من دون أن تلقى تلك الطفولة من يحمي حقها في السعادة ، فتساءلت ما حال تلك المرأة وقد فازت اخيرا بالفسخ بعد أن سعت إليه بالاستعانة بالمحامين هل تحسن حالها؟ هل أصبحت بالفعل امرأة حرة ؟ أو أن الطلاق والفسخ قد أغلق أمامها كل الابواب فأصبحت ليس لها اي حق بالخروج الا تحت الإشراف المباشر من قبل العائلة الكريمة واصبحت ليس لها اي حق في اخد راحتها بالحديث بما فيه رفع الصوت حتى ولو كان هذا الرفع من باب السهو ، وأصبحت فجأة ضحية لنظام مراقبة صارم تحت اشراف رجال السي اي ايه والكي جي بي من الأسرة بل واصبحت كل تصرفاتها و كل كلامها محل شك وتحليل من قبل الأسرة ، وتجد كل تلك الوعود التي تعلق بها قلبها من خلال العبارات الفارغة با نجيب لك زوج افضل واحسن منه وقد طارت مع هبوب الرياح لتجد بأن المتقدمين الجدد لطلب يدها عبارة عن رجال طاعنين في السن بحاجه ماسه الى من يقوم بخدمتهم ورعايتهم أكثر مماهم بحاجة الى الزواج أو عبارة عن ذئاب قادمة من الخليج العربي يرغبون بشدة في افتراس ما تبقى من جسدها ، أو في احسن الأحوال يتقدم لخطبتها رجل متزوج يختبئ تحت معوزة طابور من الأطفال يبحث عن امرأة تقوم برعايتهم والاهتمام بهم ، وهي ما بين هذا و ذاك تستعيد كل تلك اللحظات التي خرب فيها الخصام والعناد والتشجيع والتصفيق من قبل الأهل والاصدقاء بيتها ، كان بالإمكان حينها الانصات إلى صوت العقل والتصرف ببعض الحكمة من قبل الأهل قبل التضحية بسعادة ابنتهم ، هاهي ابنتهم اليوم أمام أعينهم حزينة غارقه ما بين حسرة الندم و الحزن ، ترغب ولو على استحياء في العودة الى ذاك البيت الذي عاشت فيه لوعة الحب والغرام ولكن المتشنجين من الأهل لازالوا يقفون كحجر عثره أمام مثل هكذا تطلعات عبر التلويح بكل ما بجعبتهم من عقوبات و التي قد تفرضها العائلة بقرار يقع تحت البند السابع ، لتدفع ابنتهم سعادتها و حياتها ثمنا باهضا ما بين إرضاء المتشنجين من أهلها والحفاظ على ما تبقى من ماء في وجهها.
ختاما كل أبواب النزاع بين الزوجين يمكن إغلاقها وبأحكام لو استمعنا إلى صوت العقل وتصرفنا ببعض الحكمة ، فبعض المواقف تتطلب من الزوجين بعض من سعة الصدر وكثير من الصبر واحيانا تتطلب بعض التنازلات من كلا الطرفين حتى تستقيم الحياة ، بدلا من أن تعيش تلك المرأة في ثوب خادمة تعمل طوال حياتها على ارضاء كل من كان السبب في خراب بيتها.