آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-11:23م

حقوق العمال قبل الإحتفال

الجمعة - 26 أبريل 2024 - الساعة 04:08 م

عصام مريسي
بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب




في مثل هذه الأيام تستعد كثير من الجهات في دول العالم المختلفة لإجراء مراسم احتفالات بصور مختلفة وباساليب نمطية متكررة للأحتفاء بذكرى مذبحة هايماركت التي كانت نتاج تطور إضرابات العمال في الولاية الامريكية شيكاغو والتي كان ضحيتها العشرات من القتلى في صفوف رجال الأمن والمئات من العمال الذين احتشدوا ولا مطلب لهم في ذلك الوقت غير ثمان ساعات عمل وثمان ساعات راحة وثمان ساعات نوم.
 وفي ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية وتلاشي سلطة الدولة وتهميش العمل بقوانين الخدمة المدنية وقانون العمل وقوانين التأمينات والمعاشات  وصل الحال في بلد دخلت او أدخلت في حرب عبثية مفتوحة الأجل  إلى أن يعمل العامل أو الموظف في أكثر من جهة عمل ليواكب حاجاته المعيشية وإعالة اسرته ويقضي في أوقات عمله هنا وهناك ربما جل ساعات اليوم دون أن يحصل على الراحة وهو يحاول البحث عن المزيد في ظل تدني الأجور سواء في القطاع العام الحكومي أو الخاص والمختلط ولربما  لا يتمكن من تحقيق الاكتفاء المعيشي من مختلف مصادر الدخل التي يتحصل عليها.
لهذا فالموظف والعامل لا يكفيه مجرد الاحتفال الرمزي الذي يحصل في الاول من مايو والذي فيه إشارة  إلى رمزية مذبحة هايماركت الشيكاغوية وما حصل فيها من فوضى  وتفجير أودى بحياة الكثيرين حتى اتخذ ذلك اليوم تقليد للاحتفال وتكريم للعمال الذين انتزعوا حقوقهم عبر تلك الاحتجاجات  والمطالبات.
العمال اليوم في بلادي بحاجة قيادة احتجاجات لانتزاع حقوقهم المسلوبة من قبل الدولة والقطاع الخاص  في ظل قيادات لا تعمل بالقوانين وقضاء لم ينصف القيادات النقابية الممثلة عن العمال وهي تطالب سلميا وعن طريق القانون بتسوية أوضاع العمال والموظفين بتسوية أجورهم  واطلاق علاواتهم القانونية  ومراقبة القطاع الخاص والزامه بتأدية حقوق العامل في القطاع الخاص من حيث الاجر وزمن العمل وتحديد أيام الاجازات  وتقنين ساعات العمل واحتساب الضمان الاجتماعي والتقاعدي .
 وتسوية نهاية الخدمة   
العامل  والموظف اليوم غير معني بما يجري من مراسيم الاحتفال وتكريم عمال وموظفين لربما ليسوا هم أصحاب استحقاق لهذا التكريم ولربما يخضع الاختيار لقواعد الحزبية والانتماءات المناطقية والمحسوبية والمجاملة.
الموظف اليوم يحتاج ألى نظرة فاحصة وحانية  وصادقة في أحوال عمله ومعيشته حتى يكون للاحتفال بعيد العمال المذاق المميز  ويرسم البهجة خلال كل أيام العمل طوال السنة لا يكون مجرد يوم عابر لا يشعر به ولا يلامس مشاعره.
حتى يكون الاول من مايو عيد من اول ساعة عمل حتى اخر ساعة عمل ومن اول يوم في الخدمة والعمل إلى اخر ايام الخدمة.
ولن يكون لعيد العمال ذلك المذاق حتى تسترجع حقوق العمال ويشعر العامل بقيمة عمله ومردوده في حياته وحياة أسرته.
عصام مريسي