آخر تحديث :الأحد-05 مايو 2024-11:24ص

ذئب ونعجة بيضاء ونعجة سوداء !!

الخميس - 25 أبريل 2024 - الساعة 02:49 م

احمد السقاف
بقلم: احمد السقاف
- ارشيف الكاتب



  يحكى أن ذئب هجم على خضيرة الخراف فأكل نعجة سوداء ،ففرحت النعجة البيضاء، ثم عاد فأكل نعجة بيضاء ففرحت النعاج السوداء وقالت بصوت عالي ما اعدل هذا الذئب !!
   واستمر الذئب باكل الخراف جميعا تارة نعجة بيضاء وتارة نعجة سوداء حتى قضى على جميع الخراف بيضاء وسوداء والخراف كانت ضانه أن هذا الذئب عادل ومستمتعه بقتله لاخواتها من النعاج البيض وكذلك  النعاج السود بنفس السيناريو والذئب اكثر استفادة ودون مقاومة والسبب اختلاف الخراف  السوداء والبيضاء !!!
   ما أشبه واقعنا عالميا وقوميا ومحليا ومجتمعيا وسياسيا وفكريا ،فالقوى الكبرى المتنفذة والمسيطرة على القرارات الدولية والاتفاقيات الدولية والإقليمية والعربية تعمل بنفس السيناريو الذي اتخذه الذئب فتعرف كيف تختار الاسلوب الايدلوجي والشرعي بمرأة التظليل لنراه عدل وهو ينبوع الظلم ولكن لا حياة لمن تنادي .
   الموضوع طويل لو أردنا الشرح والتفصيل والغوص عالميا واقليميا ودوليا ،ولكن سنأخذ الوطن الام اليمن كمثال حي وظاهر ومصاب بهذه الآفة التي خلقها الذئب السياسية والحزبية وتحت مظلة العدل المحجب بالظلم والتهميش والقتل ،فمن يرى واقع اليمن المعاصر جنوبا وشمالا سيؤمن بطريقة الذئب وقطيع الخراف البيضاء والسوداء!!!
   فعندما قامت الثورة على عفاش هلل معارضية باعلى الأصوات الله اكبر الله اكبر الله اكبر ولله الحمد زهق الباطل وجاء الحق أن الباطل كان زهوق!!!
   وتربعت القيادات على هرم الثورة المدعومة خارجيا من الذئاب السياسية التي اكلت الخراف البيض وضنت الخراف السود انه العدل ،ولكن مالبثت الخراف السود من الامساك بمقاليد الحكم حتى أتى الذئب فنهشهم، فصرخت الخراف االبيض الله اكبر ما اعدلك أيها الذئب، ،،أتى الحوثي واتباعه كخيار بتمزيق الوطن والمجتمع والذئب يشاهد ويستمتع بافتراس الخراف السوداء والبيضاء وبدون مقاومة !!!
   ومازالت الخراف تتبادل دور الضحية ولكن كلا بوقته وبسيناريو المخرج الكبير (الذئب ) اما مجتمع الخراف فقد تطور وصارت بيضاء وسوداء وصفراء وحمراء وخضراء وبحسب طلب الذئب الكبير زعيم الذئاب!!!
تكاثرت الذئب في مجتمعنا اليمني شمالا وجنوبا وكذلك الخراف وتلونت ومازالت تضن أن الذئب عادل في افتراسها وهي تعلم أنها ستنتهي ليس حبا في الذئب ولكن كرها في اخواتها من الخراف !!!!
نحن في الحقيقة اغبى من الخراف والنعاج البيض والسود وذلك لكمية الحقد المجتمعي شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، وتستطيع أن تعمم هذه الظاهرة على كل التنظيمات والأحزاب السياسية المتواجدة على الساحة حاليا فعندما يقتل ويزيح حزب من الساحة يفرح الحزب والكيان الآخر دون أن يفكر أن الدور عليه ،فياليت تتقارب الافكار والأحزاب السياسية والفصائل الوطنية شمالا وجنوبا ،وجنوبا جنوبا وشمالا شمالا قبل أن يأتي الذئب ويحدث مالا يحمد عقباه وسلامتكم  ،،،