آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-02:48ص

إرث الزنداني المدمر

الثلاثاء - 23 أبريل 2024 - الساعة 03:18 م

محمد السدح
بقلم: محمد السدح
- ارشيف الكاتب


أتذكر وانا في بداية الشباب وتلك الفترة كانت ذروة الاصلاح وقوته وسيطرته

كانت كل المساجد لهم ، كل دور التحفيظ لهم كل الفعاليات الشبابية لهم ، كل محلات الاشرطة الدينية والمحاضرات لهم ، كانوا مستحوذين على كل شيء ولا يستطيع اي تيار ديني آخر ان يتنفس حتى في خطبة واحدة وكانت الدولة في الجانب الديني قد سلمت لهم كل شيء ووفرت لهم الحماية الكاملة ورفضت تسليم بعضهم لامريكا كمطلوبين ارهابيين

سيطروا بشكل كامل على العقول وكان الزنداني يومها عالماً أشبه بالإله وصنعوا له قدسية تصل الى مستوى قدسية الانبياء

كان الزنداني حينها شيخاً لا يتجرأ أحد على ان ينتقده ومن يفعلها سيكون مصيره التنكيل والموت اما بحزام ناسف او بطلقة غادرة

رحل الزنداني تاركاً خلفه إرث كبير وآلاف العقول التي تحمل فكرته الدينية التي من اقتنع بها تتحول نظرته لاي شخص لا ينتمي لنفس الفكرة الى ضال ومُضل والشاهد هنا ان بعد كل ما حصل في البلاد تجد هؤلاء يعتبروا ماحدث نصر مؤزر وجهاد واجب وفرض عين اختارهم الله لتنفيذه

بلادنا اليوم دخلت منحنى التشرذم والتفكك وتقسمت البلاد ودخلت حرب ضروس وكل هذا بسبب تراكمات الماضي وسماح الدولة بتوسع رقعة الجماعات الدينية بل وتوفير الامكانات لها والتي تحولت كلها الى خنجر مسموم في ظهر الدولة كمؤسسات وجيش وأمن وليس كأشخاص فأما صالح فقد كنا نعارضه والاصلاح يقول لنا انتم على ضلال ويجب دعم الرئيس وفي يوم وليلة اتضح ان خالد ابن الوليد قد ارسل اشارته لقياداتهم باسقاط الدولة واعلان الخلافة

اليوم الحل الوحيد لليمن هو وجود دولة تحكمها مؤسسات وليس جماعات او احزاب او كرفتات هي تحمل نفس عنصرية ومناطقية تلك الجماعات ولكن بأسلوب منمق تزينه الشعارات المدنية