آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-02:48ص

الراهب قلب الطفل محمد المسّاح .. وداعاً

الإثنين - 22 أبريل 2024 - الساعة 04:40 م

خالد الرويشان
بقلم: خالد الرويشان
- ارشيف الكاتب


نعيش منذ سنوات في اليمن وخصوصاً في صنعاء وأخواتها مهرجاناً ضخماً للموت عنوانه الموت قهراً .. الموت صبراً .. الموت صمتاً ، الموت سُمًا ، الموت جوعاً ، وهي في الواقع أنماطٌ من القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد! أقلُّها أنهم يقطعون راتبك لتجويعك وإذلالك ثم ينتظرون موتك بأريحية شيطانية مثل أفعى تنتظر موت الفريسة الملدوغة!
بلادٌ بكاملها تموت في كل ثانية!

وسط مهرجان الموت الساحق الماحق هذا وقف رجلٌ نحيلٌ نبيلٌ خفيفُ اللحم والروح ، لهُ ابتسامةُ طفلٍ و زُهدُ راهبٍ و سُهدُ شهيد مشرعاً أجنحتهُ الشاعرة طائراً صوب قريته في ريف تعز شارداً نائياً عائداً منتظراً نهاية الرحلة وخاتمة المطاف!
ولأننا نعيش مهرجان الموت المجنون فإنّ أحداً لا يشعر بأحد أو يتذكره حتى .. نعيش بروفةً ليوم الحشر! غرباء في زمنٍ أغبر!

في هذا الزمن الأغبر غادَرَنا محمد المساح الشاعر والناثر والثائر
حزينٌ لرحيله .. لكنّ حزني الأمَرّ هو رحيله وهو يرى بلاده وقد عادت لغبار القرن الثالث الهجري!
حزينٌ لرحيله .. لكنّ حزني المُمِض أنني لم أسمع صوته ولم أسأل عنه قُبَيل رحيله!

سأعترف .. كثيرون ممن أُحب رحلوا ولا أتذكر أنني سألت عنهم وسط غبار وصخب وصرخات مهرجان الموت الذي نعيشه ونتنفسه! مَنْ يسمع مَنْ في سكرات موتنا المهرجاني المعلن؟