آخر تحديث :الخميس-09 مايو 2024-09:49م

المساح في ذمة الله

الأحد - 21 أبريل 2024 - الساعة 02:07 ص

عبدالسلام فارع
بقلم: عبدالسلام فارع
- ارشيف الكاتب




لم يطلب في حياته وفي مشواره الابداعي الحافل بكل صنوف التميز والجمال سويعات أو أيام أو أسابيع وشهور بل لحظة فقط حتى يجعلها عنوانا لعموده الصحافي الأبرز في صحيفة الثورة الصحيفة الرسمية الاولى في جمهوريتنا اليمنية والتي تعد منذ التأسيس مع شقيقتها الجممهورية من المؤسسات الاعلامية الرائدة والعملاقة ولم يكن فقيدنا الراحل الكاتب والأديب والصحافي العملاق محمد المساح الذي ستبكيه كل المؤسسات الإعلامية وكل أرباب الأقلام الشريفة لعقود قادمة خصوصا اولئك الزملاء الذين عايشوه عن قرب في صحيفة الثورة التي كانت بالنسبة للكثير منهم بمثابة البيت والمدرسة والجامعة وفقيدنا الراحل محمد المساح الذي لم يشكل رحيله خسارة على أهله ومحبيه ورفقاء دربه وزملائه في مهنة المتاعب صاحبة الجلالة بل على الوطن بأكمله وكم كان يتحفنا جميعا بمفرداته الجميلة والمعبرة بعمق عن ثقافة الريف اليمني وعن ثقافة وعادات وتقاليد ليس فقط المديرية التي ننتمي إليها جميعا (الشمايتين ) بل ثقافة ما كان يعرف بقضاء الحجرية فغالبا ما كان يسخر عديد المفردات لخدمة اللهجة الدارجة مثل الصبل والمجران والسوم والشاجبة ورائحة المطر والمرعى والاعشاب والشجيرات والمواشي وسحر الشروق والغروب معا وأنا شخصيا كنت أقف باكبار عند معظم تلك المفردات الشعبية المعبرة بعمق عن بيئتنا المحلية وقد أذهلني ذات يوم في أحد أعمدته بصحيفة الثورة. ( لحظة يا زمن ) وهو يصف الشباب بالاويلاد وهي صفة جميلة ومتداولة عند الأقدمين وقد كاد الزمن أن
يعفي عليها ولأن فقيدنا الراحل محمد المساح قامة وهامة فقد بادر الكثير من الزملاء للكتابة عنه بكل حب ووفاء وهنا لابد من تقديم الشكر والعرفان لكل من ساهم في الكتابة عن رحيله أو تدوين التعازي كما فعلت نقابة الصحافيين والتي اظنها ستكتفي بذلك اضافة إلى تلكم التعزية الأتيه من المجلس المحلي بمديرية الشمايتين وهي مبادرة مشكورة عموما ما لا يعرفه البعض ربما هو أن عمود فقيدنا الراحل محمد المساح لحظة يا زمن في صحيفة الثورة كان توقف بتوجيهات خاصة وعليا لفترة من الزمن الى أن جاء الزميل الأستاذ علي ناجي الرعوي كرئيس لمجلس الادارة في مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر ورئيسا للتحرير
فأصر الرعوي المهني والانسان
على عودة العمود واستمراريته كعمود يومي في الصفحة الأخيرة لأنه أي الرعوي الذي كان يصف المساح بالأنقى والأرقى والأسمى كان هامة وقامة وعموده جدير بألا يحجب عن القراء.بقي فقط أن اشير في ختام هذه الاطلالة الى أن فقيدنا الراحل محمد المساح كان من نجوم كرة القدم وقد كانت له صولات وجولات في كل من فريق العمال والمركز الثقافي بتعز وقد واكبت تلكم العطاءات الرياضية والكروية في كل من الثورة والجمهورية بعد أن تواصلت معه على رقمه الثابت في قريته تغمد الله فقيدنا الراحل محمد المساح بواسع الرحمة والمغفرة وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا اليه راجعون .