آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-12:15م

ماذا تعرف عن العلاج المناعي لمرضى الأورام ؟

السبت - 20 أبريل 2024 - الساعة 11:25 ص

د. اماني صالح هادي
بقلم: د. اماني صالح هادي
- ارشيف الكاتب


مقال طبي بقلم د.اماني صالح هادي سعيد 



يواجه الجهاز المناعي في بعض الأحيان تحديات صعبة في تحديد الخلايا السرطانية. حيث قد ينشأ السرطان عندما تحدث تغيرات في الخلايا السليمة والعادية في الجسم، وتنمو خارج نطاق السيطرة. وذلك بسبب أن الخلايا السرطانية قد تطورت من خلايا سليمة وكانت مألوفة لجهاز المناعة، مما يجعله غير قادر على التعرف عليها كخلايا غير مألوفة. مما يتسبب في إصابة الأشخاص بالسرطان الناتج عن تحول الخلايا السليمة. في حالات أخرى ، قد يتمكن الجهاز المناعي من التعرف على الخلايا السرطانية ولكنه لا يملك القوة الكافية لإتلافها. كما أن هناك سبب آخر محتمل لعدم قدرة الجهاز المناعي على هزيمة الخلايا السرطانية، وهو أنه في بعض الأحيان يمكن للخلايا السرطانية أيضًا إطلاق مواد معينة تمنع الجهاز المناعي من العثور عليها وتدميرها.

⭐ما المقصود بالعلاج المناعي؟
يُسمى العلاج المناعي أيضًا بالمعالجة البيولوجية، وهو أحد الأساليب العلاجية التي تستخدم جهاز المناعة في الجسم للقضاء على السرطان، ويرتكز العلاج أساسًا على تحفيز جهاز المناعة وبالتالي تمكينه من انجاز وظائفه بشكلٍ أكثر فاعليّة. ويعتبر العلاج المناعي نمطًا جديدًا نسبيًّا لمكافحة أنواع السرطان، ولهذا لا تزال أنواع عديدة من هذا العِلاج قيد التجارب السريرية.

💎 هناك نوعين رئيسيين من العلاج المناعي لمرضى السرطان:
🔸 النوع الأول: و هو مايسمى بالعلاج المناعي السلبيّ (Passive Immunotherapy): من أشهر الأمثلة لذلك هو عقار الهيرسيبتين (Herceptin) فهو علاج مناعي لأنه يتكون من أجسام مضادة تُهاجم مستقبلات الهير 2 على سطح الخلية السرطانية و قد صُنّف على أنه علاج مناعي سلبيّ لأن تأثيره العلاجيّ يزول بمجرد إنتهاء وجود الدواء بالجسم. هذا النوع من العلاج يُسمى أيضاً علاجاً موجهاً لأنه يتوجه لمستقبلاته فقط دون غيرها. جرى العُرف على تسميته بالعلاج الموجه و ليس المناعيّ لتفريقه عن النوع المناعيّ النشط.
🔸 النوع الثاني: و هو ما يسمى بالعلاج المناعي النشِط (Active Immunotherapy): ومن أشهر أمثلته المُستخدمة حالياً هي مجموعة تُسمى مُثبطات نقاط التفتيش المناعية (Immune Checkpoint Inhibitors)، من أمثلتها عقارات: أوبديفو (Opdivo)، كيترودا (Keytruda)، تيسينتريك (Tecentriq)، و إيمفينزي (Imfinzi). العلاجات السابقة هي علاجات مناعية لأنها ترتبط بمستقبلات خاصة لها علاقة بعمل نوع خاص من الخلايا المناعية بالجسم، و هي في نفس الوقت من العلاجات المناعية النشطة لأن تأثيرها العلاجيّ قد يستمر لأشهر أو سنوات من زمن إعطاء آخر جرعة منها.
💎 كلا النوعين تكلفته مرتفعة .... و لكن العلاج المناعيّ النشط يتكلف حوالة 7 أضعاف تكلفة العلاج 
المناعي السلبيّ، فمثلاً، تتكلف الجرعة الواحدة من عقار الهيرسيبتين (Herceptin) حوالي ألف دولار أمريكي بينما تتكلف الجرعة الواحدة من عقار تيسينتريك (Tecentriq) حوالي سبعة آلاف دولار أمريكي.
🌟اللقاحات المضادة للأورام السرطانية: يعمل الباحثون على تطوير لقاحات قد تنفع في تحفيز جهاز المناعة لدى المريض على تمييز الخلايا السرطانية. فمن الناحية النظرية تعمل هذه اللقاحات بشكل مشابه لعمل لقاحات التحصين من الحصبة والنُكاف والجدري، إلا أن الاختلاف مع المعالجة المضادة للسرطان يكمن في تلقي هذه اللقاحات بعد إصابة الشخص بالسرطان بهدف الوقاية من عودة السرطان مرةً أخرى، أو لدفع الجسم على رفض الكُتل أو الأورام السرطانية، علمًا بأن هذا أصعب بكثير من الوقاية من الإصابة الفيروسية. إنَّ اللقاحات المضادة للأورام السرطانية لا تزال قيد الدراسة والبحث والتجارب السريرية.

⭐السيتوكينات، وأشهرها الإنترفيرون والإنترلوكين، تؤثر على جميع الأورام بنفس الطريقة. إنها تغير نمو الخلايا السرطانية وتكاثرها، وتنشط T-killers، كما تجعل الورم يصنع مواد كيميائية تكشف عنه كهدف للهجوم المناعي.

⭐العلاج بالخلايا التائية CAR T-cell يُعد أحدث الأساليب التي تؤثر على جهاز المناعة وأكثرها تقدماً. هذا هو العلاج المناعي بالتبني. يتم إدخال مادة وراثية جديدة إلى كريات الدم البيضاء لدى المريض، وبفضل ذلك تكتسب القدرة على التعرف على ورم معين وتدميره، على الرغم من كل آليات دفاعه.

💎   الحديث هنا سيتركز فقط على العالج المناعي النشط.
💎 العلاجات المناعية لا تُعطى للمرضى في حالة أن يكون المريض لديه مرض مناعي نشط (مثل الرماتويد ،الصدفية، و غيرها). أيضاً لا يتم إعطاء العلاج المناعي إذا كان المريض تحت العلاج بأدوية مُثبطة للمناعة مثل تلك التي تؤخذ بعد زراعة الأعضاء. 

💎 الآثار الجانبية للعلاج المناعي قليلة بالمقارنة بالعلاج الكيميائي التقليدي .. و لكن تنشيط العلاج العلاج المناعي للجهاز المناعي للجسم قد يؤدي إلى أن يهاجم الجهاز المناعي خلايا الجسم السليمة فيسبب إلتهاباً بالأعضاء، هذا الإلتهاب قد يُعطِل عمل هذه الأعضاء مُسبباً أعراضاً تختلف في شدتها من حالة لأخرى، فمثلاً قد يحدث إلتهابا بالبنكرياس فتزيد نسبة السكر بالدم أو يحدث التهاباً بالغدة الدرقية فيسبب ذلك زيادة نشاطها أو نُقصانه. أيضاً، قد يحدث إلتهاباً بالرئة فينتج عن ذلك الكحة الجافة و ضيق التنفس، و قد يحدث التهاباً بالقولون فينتج عنه الإسهال أو المغص. بعض الحالات يحدث بها التهاباً بالكبد أو الكُلى أيضاً. جديرٌ بالذكر أن مُعدل حدوث المضاعفات السابقة قليل و الحمد لله (أقل من 5%)، و لكن يجب التواصل مع الطبيب مع ظهور أي أعراض مهما كانت صغيرة للأنه قد يكون لها علاقة بالعلاج المناعي.
وفيما يتعلق باللقاحات فيمكن أن تؤدي إلى آلام عضلية وحُمّى خفيفة، وتكون الآثار الجانبية المصاحبة لاستخدام مضادات الأجسام المضادة أُحادية النسيلة فهي متباينة وقد تؤدي إلى ردود فعل تحسّسيّة شديدة.

💎 ما هي الفحوصات التي يطلبها الطبيب قبل إعطاء العلاج المناعيّ؟
🔸 قبل بداية العلاج المناعي، يجب عمل أشعة عادية على الصدر للإطمئنان على حالة الرئتين و استخدامها للمقارنة مع الأشعات على الصدر التي قد تُطلب حال حدوث كحة جافة أو ضيق في التنفس و هي قد تكون أعراض مبكرة لإلتهاب الرئتين بفعل العلاج المناعيّ. أيضاً، قبل كل جُرعة يتم  عمل تحاليل لوظائف الأعضاء المختلفة من صورة دم كاملة، وظائف كُلى و كبد و غدة درقية، أيضاً يتم عمل تحاليل سكر صائم و فاطر بعد ساعتين و سرعة ترسيب. في بعض الأحيان، تٌطلب تحاليل الدم السابقة كل جرعتين و ذلك حسب رؤية الطبيب المعالج.

💎 كيف يقوم الطبيب المعالج بتقييم استجابة الورم للعلاج المناعيّ؟ و متى؟
🔸 تقييم استجابة الورم للعلاج يتم بعد أخذ 3 جرعات في أغلب الأحوال، و يتم التقييم بإعادة نفس الفحوصات التي تم عملها قبل إعطاء العلاج سواءً كانت مثلاً تحاليل دلالات أورام .. أو أشعات على الجسم من مسح بوزيتروني (PET/CT) أو أشعات مقطعية أو رنين مغناطيسي. قد ينصح الطبيب بالتبكير أو التأخير عن هذا الميعاد حسب الحالة. من المعروف أنه في بعض الأحيان قد يسبب العلاج المناعي ما يُعرف بزيادة حجم الورم الكاذبة (Pseudoprogression)، و في هذه الحالة يزيد حجم الورم في الأسابيع الأولى من العلاج بفعل توافد الخلايا المناعية و دخولها داخل الورم و ليس نتيجة زيادة الخلايا السرطانية ذاتها.. في هذه الحالة، يقوم الطبيب بعمل أشعة أُخرى بعد 6 أسابيع تقريباً  للتأكد من أنها زيادة كاذبة و ليست حقيقية.

🌟 في بعض الحالات يتم إعطاء العلاج المناعي بالتزامن مع العلاج الكيميائي و ذلك حسب البروتوكول العلاج المستخدم. يعمل العلاج الكيميائي هنا كمُحفز للعلاج المناعي لزيادة فاعليته بالإضافة إلى تأثيره القاتل على الخلايا السرطان.
العلاج الموجه يُعدل أيضاً الاستجابة المناعية ويزيد من تعطيل الآليات الجزيئية اللازمة لنمو الورم وانتشاره. قد يكون العلاج الموجه أفضل للمرضى الذين لديهم تركيبة مستضدية معينة للورم عندما تدمر الأدوية الخلايا الخبيثة فقط. في حالات أخرى، يُظهر الجمع بين الأدوية الموجهه والعلاج المناعي كفاءة أعلى.

⭐أنواع السرطانات التي يمكن علاجها بالعلاج المناعي هي:

سرطان الجلد
سرطان الرئة
سرطان الكلى
سرطان الكبد
سرطان المثانة
سرطان الغدد الليمفاوية
سرطان الدماغ (ورم في المخ)
سرطان الثدي
سرطان عنق الرحم وسرطان المبيض
سرطان القولون والمستقيم
سرطان الرأس والعنق
سرطان الدم
سرطان البروستات

مع تمنياتي لجميع المرضى بالشفاء العاجل

# العلاج الاشعاعي  مطلب كل مريض سرطان في عدن 
بقلم د.اماني صالح هادي سعيد 
اخصائي علاج الاورام والعلاج بالاشعاع
المركز الوطني لعلاج الاورام -عدن 
برج الاطباء -حي عبدالعزيز
مستشارة وحده السياسات والدعم الفني بوزارة الصحه والسكان
مدير الادارة البيئة والاجتماعيه بوزارة الصحه والسكان 
رئيسة وحدة التوعية الصحية في اليمن لمجلس العربي للاكاديميين   والكفاءات 
عضو عامل في اتحاد الجامعات الافرواسيوية