آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-03:55م

آراء

مسلسل #ممر_آمن بين جرأة الاحداث وعفوية الحوار.

الجمعة - 19 أبريل 2024 - الساعة 11:46 ص

بقلم: زياد بن محمد
- ارشيف الكاتب

كنب/زياد بن محمد
- المسلسل يعد من أجرأ وأهم المسلسلات التي تناولت آثار الحرب في اليمن، وعلى وجه الخصوص مدينة #تعز في فترة كانت جدا صعبة وحساسة، اختلط فيها الحابل بالنابل، كثرت فيها الولاءات والخيانات والاغتيالات والتفجيرات.. في الحقيقة #ممر_آمن مسلسل يشدك أحداثة ومن أول مشهد..

- استطاع مخرج العمل #ياسر_الظاهري، أن ينقل صورة مؤلمة لتلك الأيام التي عاشتها #تعز وأهلها في فترة مابعد الحرب، وآثارها التي لم يسلم منها أحد، (خيانات، وبلطجة ، وتمرد، واستغلال لحماس الشباب تارة، وحاجتهم المادية تارة أخرى، وحوادث قتل وتفجير بدم بار)، أحداث مشوقه، وأخرى محزنة، وكثير منها محير.. ووسط هذا كل يبحث الجميع عن #ممر_آمن..

- رغم حساسية الأمر والمرحلة إلا ان مخرج العمل وكاتبته استطاعا أن يوزنا الأمور والمواقف في أحداث المسلسل، وأن يبرزا بإنصاف دور الأمن ورجل الأمن الحقيقي والوطني، مقارنة مع الخونة منهم، وكذا دور أبناء القبائل في التصدي للتمرد والبلطحة.. وأن يجعلا رجال الأمن بثقلهم ورتبهم بشراً عاديون لا خارقون كأفلام السينما الهندية، ففاجئا المشاهدين بموت وأغتيال أقوى وأهم الضباط ومشايخ القبائل، في إنصاف حقيقي للمرحلة والواقع.

- رغم كل الدمار والسواد الذي نقله المخرج في صياغ أحداث المسلسل - وهي انعكاس للواقع بلا شك - إلا أنه والكاتبه #نور_ناجي طبطبا على نفوس المشاهدين ونجحا في لفت انتباههم من خلال مشاهد وأحداث تلك البقعة الخضراء #قرية_المنظرة التي تريح النفس قبل البصر بمناظرها البديعة وبساطة أهلها وطيبتهم.. وفي طي كل ذلك ترويج سياحي لتلك المنطقة وجمالها الرباني، والتي أتوقع توافد الناس إليها أفواجا بعد عرض المسلسل (وكم أتوق لذلك لولا البعد والمشقة)..

أعود لأحداث القرية..
فكل مشاهدها وأحداثها (كوم) ومشاهد وحوارات (شاجع وغصون) التي أداهما الفنانين محمد الأموي و أشواق علي.. (كوماً) آخر،

ثنائي جميل، بل ومن أجمل ما رأت عيني في الدراما اليمنية هذا العام، استطاع #الأموي ان يتخلى عن الكوميديا الخالصة وهي ملعبه، ليمزجها بجدية ومشاعر الأسى التي لا تجتمع مع الكوميديا، ليصنع لنا كوميتراجيديه فريدة اذهلت الجميع.

- لقد استطاعت كاتبة العمل #نور_ناجي أن توصل لنا تلك المأساة بحوارات بسيطة، تحمل في ثناياها الحب والعفوية.. ولهجة قرى تعز السلسة والشيقة، التي تظهر بساطة أهلها وتبرز بين حروفها رجولة ابن القرية وجدعنة بنتها، وخفة دم، بلا تكلف ولا تصنع ولا صخب..

- شدني آخر حوار بين شاجع وغصون ولعله أقوى حواراتهما وأشده ألماً (رغم قصرها) وهما يواجهان الموت، وببراءة وعفوية غصون المعتادة تسأل شاجع قبل أن يغادرها والخوف يكسوها:
"شاجع.. لاتفلتنيش يا شاجع"
ليرد عليها بابتسامة منكسرة: ما شافلتكش يا غصون، ما شفلتكش.... وعد"

- استطاع هذا الثنائي العجيب (غصون وشاجع) أن يسحبا البساط عن الجميع، وأن يلفتا الانتباه إليهما في كل مشهد يبرزان فيه، لدرجة أنك تنتظر بشوق مشاهد هذين المغرمين المجانين، ولعلها حكمة من المخرج للهروب من تلك الاحداث الموجعة في المدينة، وتلطيف الجو بين الحين والآخر، بعد تلك الصور السوداوية..

حتما حازت مشاهد (غصون وشاجع) على اعجاب ومتابعة المشاهدين، ولكن لم يكن لها ذلك لولا بقية أبطال المسلسل الذين كانوا في قمة الروعة في الأداء، وأبهرونا لدرجة أن بعضهم نسي أنه يمثل بسبب تقمصه الشديد للشخصية.

وبلا شك لا يمنع ذلك الأداء من وجود بعض الملاحظات التي سنتناولها في مقال قادم بمشيئة الله تعالى..

ختاماً، من ادهشتهُ (رشة وشاهين) في #دروب_المرجلة، فسوف تذهله (غصون وشاجع) في #ممر_آمن، بمشاهد كوميتراجيدية واقعية دون تكلف..... وإني من الصادقين ..

للحديث بقية (2)

#الدراما_اليمنية
#رمضان_2024