آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-12:17ص

اعترافات رجل ..

الخميس - 18 أبريل 2024 - الساعة 04:48 م

القاضي عبدالناصر سنيد
بقلم: القاضي عبدالناصر سنيد
- ارشيف الكاتب




ذات يوم في سهرة نادرة مع أحد الاصدقاء من الجيل الذهبي جلست بصحبة هذا الصديق حول إحدى الطاولات نتناول الشاي العدني اللذيذ الذي تكفل بإعادة المزاج إلى رؤوسنا و بأثر رجعي في محاولة منا لاستعادة كل تلك المواقف الطريفة و التي علت فيها قهقهاتنا ، ولكون هذا الصديق يتمتع بحس عالي الفكاهة حاولت أن اجعلها ليلة على شرف الضحك ، فبادرته بسؤال من تعتقد بأنه اقوى الرجل أو المرأة ؟ فأجاب بشي من الجدية لم أتوقعها طالبا مني عدم المقاطعة و سماع ماسيقوله حتى النهاية ، فاخد نفسا عميقا وكان هناك شيء قادم من بعيد وقال الرجل هو أكبر ضحية للعادات والتقاليد الضارة في بلادنا ، فمنذ لحظة ولادة هذا المولود تندلع معركة حامية الوطيس بين الاب والام لأجل اختيار اسم انيق بارز يليق بالمولود الجديد يمثل قوة و فخامة هذه العائلة على الأقل وفقا لاجتهادات الاب او اسم جميل وشيك وجداب على إيقاع أسماء ابطال المسلسلات التركية بحسب رغبة وإصرار الام ، وعلى عجالة يقوم الاب مسترشدا بتقاليد العريقة لهذه العائلة بإخضاع هذا المولود وقد أصبح "طفل" إلى دورات في فنون القتال "كومندوز" تحت إشراف نظري وتطبيقي من قبل حمران العيون من العائلة "العموم والاخوال" حتى يكون هذا الطفل مشحوط و معصور القرون ، في ذات الوقت تقوم الأم بإلاشراف المباشر على دورات تعليمية في مختلف انواع العلوم باستخدام اجود و احدث انواع وسائل الإقناع "الخيزران" حتى يظهر هذا الطفل الاستيعاب المناسب والمطلوب ، وبعد اختتام جميع هذه المعسكرات التدريبية بنجاح وقد أصبح هذا الطفل "شاب" يدخل الاب والام في حوار عائلي بناء موضوعه اختيار تخصص جامعي بعينه على الشاب اليافع حتى يعود عليه هذا التخصص بالنفع والثراء ، واخيرا تختتم فصول هذا الصراع الأسري بين الاب والام بام المعارك وهي معركة اختيار "العروس" والشروط المطلوب توفرها في العروس سواء من حيث الشكل أو من حيث النسب ، خلال كل تلك المراحل ليس لهذا المولود ... الطفل ...الشاب اي صوت مسموع ، ليصل اخيرا إلى عش الزوجية أملا أن يجد تلك الانسانة التي قد تفهمه و تتشارك معه أعباء الحياة ولكن هذه الانسانه تمتلك برنامج خاص من اعداد "امها" تعمل على تنفيده بدقه وتصميم فور دخولها الى عش الزوجية ابتداء من التمشيط الميداني لعش الزوجيه تمهيدا لأحكام السيطرة عليه إنتهاء بنزع قرون هذا الشاب من رأسه وبدون استخدام اي نوع من أنواع "المهدئات" ليصبح هذا الشاب وهو في قمة "الرجولة" مجرد حمل أليف ، مع تجريد هذا الحمل الوديع من كافة الصلاحيات المالية.مع بقاء جميع القرارات السيادية تحت عصمتها حتى اشعار اخر. .
الرجل هو الضحية الصامتة لممارسات اجتماعية ضارة مع أن جميع المنظمات الدولية واتحاد نساء اليمن مازالت تصر على أن المرأة هي الضحية


القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيرة الابتدائية