آخر تحديث :الثلاثاء-30 أبريل 2024-03:16م

عندما يتحدث الاطفال بلغة الكبار!

الخميس - 18 أبريل 2024 - الساعة 12:06 ص

د. سعيد سالم الحرباجي
بقلم: د. سعيد سالم الحرباجي
- ارشيف الكاتب




تابعت _ كغيري من رواد التواصل الاجتماعي _ مقطع فيديو لطفل جزائري لا يتجاوز عمره الخامسة عشر .
يظهر ذلك الطفل الكبير أمام الجمهور في يوم احتفال تكريم الطلاب المتميزين لحفظ القرآن الكريم في الجزائر ..
فبينما كان الجمهور منتشياً ، مبتسماً ، مبتهجاً بتلك الفقرات الرائعة التي تُقدم من قبل المشاركين....إذ حان وقت تسليم جائز الفائز بتلك المسابقة .
فإذا به يظهر فتى صغير السن يتراوح عمره ما بين ( الثالثة عشر إلى الخامسة عشر عاماً) .
فلمٌا استوى على منصة التكريم أخذ الميك بيمينه ، وعلى الفور قال لمقدم البرنامج:
يا سيدي إنني أريد أن أحملك أمانة .
فقال الرجل : وأي أمانة تريد أن تحملني إياها يا بني ؟
قال أريد أن أحملك أمانة لاطفال فلسطين.
قال : خيراً يا بني .
وما تلك الأمانة ؟

صمت الجميع ، وساد قاعة الاحتفال هدوء مشوب بالدهشة ، والترغب لما سيقوله ذلك الطفل ، واشرأبت الأعناق ، وشخصت الأبصار صوب المتحدث الصغير الكبير ،،

وما هي إلا لحيظات حتى تكلم ذلك الطفل...فإذا به رجل كبير ، رجل عظيم ، رجل فريد ، وليس طفلاً صغيراً .
حيث أعلن للحاضرين أنه تبرع بقيمة جائزته لاطفال فلسطين.
فما كان من مقدم البرنامج إلا أن أجُهش بالبكاء...
بكى وأبكى الحاضرين ، وبكى أقاربه الواقفين على منصة التكريم.
فانعقد لسانه عن الكلام ، وتعثرت حروفه عن النطق ، وحملق بعينيه صوب الطفل !!
ثم قال له : أتدري كم قيمة الجائزة يا بني ؟
قال الرجل الصغير : لا يهمني ذلك ...هي لأطفال فلسطين.
قال مقدم البرنامج: إنها( أربعون مليون سنتيم ) جزائري يا بني ....وأنت لا تزال صغيراً ، قد تحتاجها لمستقبلك .

لم يستغرب الرجل الصغير من المبلغ الكبير ، ولم يعض أصابع الندم لانه تبرع بقيمة جائزته ولم يكن يدري كم هي ...بل أنه رفع صوته قائلاً :
نحن فداءُ لفلسطين ، سنفدي القدس بأرواحنا ، ودمائنا ، واموالنا ، وسنصلي في مسرى رسولنا الكريم ، حيث صلى عمر وصلاح الدين .
فضجت القاعة بالتكبير !!

اي نعم أنه طفل صغير ..
أي نعم أنه غلام لم يكمل العقد الثاني من عمره .
لكنٌ همته ...همة الرجال العظماء. ونفسه ....نفس عاشقي الحرية .
ومروءته.... مروءة الكبار .
( أربعون مليون سنتيم جزائري ) أي ما يعادل ( 298 ) ألف دولاراً ، وتساوي ( 320 ) مليون ريالاً يمنياً!!
كل هذا المبلغ الكبير ...يتبرع به ذلك الطفل وبكل سرور ، وفرح ، وسعادة ، وابتهاج ، لانها سيذهب إلى اطفال فلسطين .
فيا للطفولة الكبيرة !!
ويا لعظمة قيمة القرآن الكريم !!
ويا لشرف أسرة أنجبت هذا الرجال الصغير .

فليس هناك كلام يُقال في هذا المقام ..
إلا أنٌ جيل القرآن الكريم قد ولد .
نعم إنه جيل القرآن ، جيل التغيير .
هذا الجيل هو الذي ظنت الصهيونية العالمية أنها قد مسخت هويته ، وطمست شخصيته ، وأبادت مبادئه .
وهاهو اليوم يبعث مرة أخرى .
يبعث من جديد .... ويؤكد للعالم أنه قادر على إحياء قيم الإسلام ، ونشر مبادىء الاسلام ، وإرساء مفاهيم الاسلام .
وهذا الطفل نموذج لجيل قادم .
وما يحصل من معجزات لأطفال غزة ، وما نشاهده من ثبات إسطوري خيالي لهم ، وما نراه من حديث من قبلهم يهز الجبال الرواسي ....
كل ذلك يشي بأنٌ أولئك الأطفال تربوا على موائد القران الكريم .