آخر تحديث :الثلاثاء-30 أبريل 2024-07:46م

حتى أنت يا بروتوس ؟

الأربعاء - 17 أبريل 2024 - الساعة 09:16 م

د. فوزي النخعي
بقلم: د. فوزي النخعي
- ارشيف الكاتب



هذه العبارة مشهورة لكونها جاءت في مسرحية وليم شكسبير بعنوان: *"يوليوس قيصر"،* حيث يتحدث فيها الديكتاتور الروماني يوليوس قيصر لصديقه المقرب والحميم *ماركوس جونيوس بروتوس* في لحظة اغتيال قيصر، وتستخدم العبارة غالباً بعيداً عن المسرحيات للدلالة على خيانة غير متوقعة من قبل أعز صديق، وأقرب إنسان إلى قلبك كنت تظنه كذلك..

قالها القيصر *حتى أنت يا بروتوس؟* ينطق قيصر هذه الكلمات في فصل مشهد من تلك المسرحية، حيث يتم طعنه حتى الموت، بعد أن تعرّف على صديقه بروتوس كواحد من القتلة، هوجم يوليوس قيصر من قبل مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الروماني، بما في ذلك بروتوس، الذي كان صديق قيصر، قاوم قيصر مهاجميه في البداية، وتحمل كل تلك الطعنات التي اثخنته، ولكنها لم تقتله، وعندما رأى صديقه بروتوس، قال هذه العبارة ومات.

اليوم كم نحن في واقعنا من أمثال *بروتوس*، ما أكثرهم، لأنهم يلبسون رداء الإخوة والصداقة والعلاقة القريبة، ولكنهم في الحقيقة ليسوا إلا مثل ذلك الخائن بروتوس، الذي خان صديقه، نحن لن تقلتنا كل تلك الطعنات، حتى وان جاءت من قبل بروتوس نفسه، لاننا لم نعد نستغرب أن يفعل بنا أحد من المقربين مثل ما فعل بالقيصر .

إننا اليوم يجب أن نقف في وجه أمثال بروتوس، وألا نسمح له ولامثاله أن يوجهوا إلينا الطعنات كي نسقط ونموت، بعدا لكم لن يحصل هذا لاننا، فهمنا الدرس، وهنا نقول شكراً لتلك المواقف التي عرفتها من هو القيصر، ومن هو بروتوس، شكراً لك ايتها المواقف فلقد فهمنا الدرس وعرفنا من هو فعلاً بروتوس الذين بجانبنا ويظهر لنا حبه وتقديره..

وفي الأخير لا يذكر الا القاصرة والملوك، وانا أمثال بروتوس، فيظل دائما مجرد هامش في الحياة، ولهذا كن قيصراً مرفوع الرأس، ولا تكون مجرد بروتوس يذكر على الهامش كمثال للخيانة والغدر والخزي..

*ودمتم سالمين*