آخر تحديث :الثلاثاء-30 أبريل 2024-09:06م

البروفيسور فضل مكوع .. ذلك المكافح النبيل.

الأربعاء - 17 أبريل 2024 - الساعة 05:25 م

عبدالله سالم النهدي
بقلم: عبدالله سالم النهدي
- ارشيف الكاتب


الأيام الفارطة التي مضت، والتي زينها العيد، أبت منطقة ( الخالف ) إلا أن تزين عيدها بعيد أحلى وأروع، كان ذلك باحتفالية أقامتها جمعية التعاون بالمنطقة، لتكريم الدكتور النبيل والبروفيسور الأصيل فضل ناصر مكوع ، وهي احتفالية لم تنظر للقيمة المادية أو تكلفتها المتواضعة بقدر ما كانت عظيمة في دلالاتها التعبيرية الاحتفائية، وحميميتها النابعة من علاقة الاتصال والتواصل المتينة بين الدكتور الإنسان والقامة السامقة، والمنطقة ( الخالف ) الأرض والمنبت والبدايات الجميلة.
وهي احتفالية تقدير لدوره الشعري والأدبي، واحتفائية ببلوغ إبداعه الأدبي الشعري مرحلة المئوية، وهي احتفائية في حد ذاتها تحتاج إلى حديث خاص يقف على هذه المرحلة الثرية إبداعا وفكرا وإحساسا مرهفا.

والحديث برمته عن الدكتور فضل لن يحيط به كل من عرفه، قلت المدة أو قصرت. وهي جسارة منا أن نفعل ذلك، ولا ندعي أننا أهل لها.
ولكن...
لنا أن نذكر ما عرفناه عنه وما عرفناه به خلال دراستنا الجامعة طلابا له.

كانت البداية هي في السنة الأولى من كلية التربية قسم اللغة العربية والتي التحقت بها بعد حرب صيف ١٩٩٤ م تلك الحرب التي أفرزت واقعا (أو أريد لها) في المجتمع الجنوبي، أثرت بطبيعة الحال على الطلاب الذين ينتمون إلى مجتمع تشظى إلى شقين، شق منتصر في الحرب وشق خاسر. وهو تشظى لمسته لعلاقتي الجيدة بالشقين. جاء الأستاذ حينها كمعيد يدرس الأدب الجاهلي من منطقة محسوبة على الشق المنتصر، بل والتيار السياسي الذي مسك بتلابيب الأمور. ولكن يشهد الله أنه لم يتعامل مع الجميع إلا بحس أكاديمي خالص.

عرفته خلال دراستي الجامعية كما عرفه غيري (متنبيا) متعصبا ولكن تعصبا بوعي وعن إدارك لعظمة شاعره الأثير (أبي الطيب المتنبي)، والذي كان لأستاذنا الفاضل حينما كان يدرسنا أدبه في سنة ثالثة رأي خالف به التفسير المعهود للمقصود بقول المتنبي:
وزائرتي كان بها حياء.
فليس تزور إلا في الظلام.
ولا أدري هل أثبت أستاذنا رأيه هذا في أحد كتبه. وهو على العموم رأي فيه من الوجاهة ما يستحق الإثبات.
ولا أدري لماذا عشق أستاذنا للمتنبي ارتبط عندي بشيخ العربية محمود محمد شاكر، صاحب سفر (المتنبي) الذي أثار ضجة كبيرة بمنهجه المبتكر وأسلوبه الجديد في البحث، وهو يعد علامة فارقة في الدرس الأدبي نقلته من الثرثرة المسترخية إلى البحث الجاد.
وكلما مررت في قراءاتي عن شاكر يوما استدعت مخيلتي صورة الأستاذ فضل.
عرفته مشجعا للإبداع والكتابات الإبداعية، فقد كان من أوائل الذين عرضت عليهم كتاباتي القصصية في الجامعة. وما زلت محتفظا بتعليقه وإشادته بخطه الجميل ومذيلا بتوقيعه على قصتي القصيرة (بيت تحدى العاصفة) والتي حصلت بها في أسبوع الطالب الجامعي التاسع نوفمبر 1996 م على المركز الأول من جامعة عدن. وهي القصة التي حملت مجموعتي القصصية الأولى اسمها بعد التغيير إلى (البيت والشيخ والعاصفة).

كما كان لنصيحته في ذات المكان بطرق مجالات أدبية أخرى الأثر في في الولوج إلى فن المقالة حينها، أسفر ذلك عن حصولي على المركز الثاني في فن المقالة في أسبوع الطالب الجامعي العاشر 1997 م من جامعة عدن.
الحديث كما قلنا سابقا عن البروفيسور فضل صعب أن تفيه حقه، ولكن حسبنا أن كل حرف كتبناه هنا هو اعتزاز وتقدير وحب له، ونتمنى له كل الخير والتقدم والنجاح. ولا يفوتنا في الأخير ألا أن نثمن هذه المبادرة الطيبة، واللفتة الكريمة لأبناء منطقة الخالف تجاه الأستاذ النبيل فضل ناصر مكوع.