آخر تحديث :الثلاثاء-30 أبريل 2024-01:54م

حبي في تل أبيب (قصة)الرابعة

الأربعاء - 17 أبريل 2024 - الساعة 01:47 م

عصام مريسي
بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب




لم يفقد الامل في الاجتماع بالفاتنة التي اسرت قلبه فمنحها كل الحب كما منحته وهي تحمل في احشائها ثمرة ذلك العشق لكنه تحت ضغط والحاح والده ارتبط بزيجة مفرغة من الحب مع أبنة عمه التي كانت تحمل له العشق الخفي من جانبها وهي ترقبه يذوب عشقا مع تلك الفاتنة ذات الديانة اليهودية ولم يمنعها من إظهار عشقها تجاهه إلا يقينها بأن قلبه معلق بعشقه من تلك الجميلة إبنة الحاخام اليهودي لكن الفرصة سنحت لها إظهار عشقها بعد أن أصبحت قدر له لا يستطيع الفرار منه وهي تحاول الوصول إلى قلبه بكل ما تستطيع و تسرف في إظهار مشاعر العشق من جانبه رغم برود مشاعره تجاهها لكنه لم تألو جهدا في التقرب منه بعد صارت تحمل في أحشائها ثمرة الزيجة التي فرضت عليه وكان خبر حملها دافعا له لان يظهر نحوها فيض المشاعر التي يتكلفها تجاهها.
ولم يخفي الجد فرحه الكبير عند وصول نبأ حمل عروس ولده الوحيد :
اخيرا صاصبح جد ويمتلأ هذا الدار بالاحفاد الذين سيدخلون البهجة والحياة اليه
وهو يرقص رقصة البرع مشهر جنبيته المصنوعة من الفضة الخالصة ومطرز مقبضها بانفس الاحجار الكريمة والعقيق ويحاول شد ولده إلى حلبة الرقص الخاصة بهم ليشاركه فرحته.
اشتعلت الاوضاع في البلد فقد ولد حراك جماهيري شبابي يطالب بتغيرات جوهرية في البلاد والتخلص من رموز النظام فوجد الشاب فرصة في ترك منزله والخروج نحو ساحات الاجتماع وترك قريته الصغير ذات مزارع العنب والرمان نحو المدينة مع سيل من شباب القرية وكلما عاد الاب يسأل عنه:
أين زوجك
تجيب والحسرة تملأ قلبها:
لم يعد منذ أيام
تم تستدرك القول:
سافر إلى العاصمة مع شباب القرية,
في غضب وانفعال شديدين :
‌لم تستطيع منعه وامتلاك قلبه حاولي بذل مشاعر أكبر لكسب حبه وتعلقه بك فإذا استطعت لن يتركك ابدا
‌بحيرة وحسرة:
‌احاول ياعم فلم اقصر في إظهار الود والحب له
‌وبعيدا عن مشهد الفشل الذي أحاط بقدرة إبنة العم عروس الشاب المتيم بعشق غيرها في استلاب قلبه كانت هناك الفاتنة التي رحلت بقلب ذلك العاشق إلى ارض بعيدة وهي في أحد ملاجئ تل ابيب حيث كان وصولهم متزامن مع تعرض تل ابيب لغضب المقاومة بسيل من الصواريخ المعبرة عن غضب أصحاب الارض ورغبتهم في استرداد حقهم المسلوب والفاتنة التي وصلت على غير موعد مع ذلك الغضب فأذا بها تصرخ وتبكي:
‌أبي لقد كان في أمان في وطنا
‌بانفعال يصرخ الحاخام محاولا اسكاتها:
‌هنا الوطن يا بلهاء.. هنا اسرائيل اسكتي حتى لا يستمع أحد لحديثك الاحمق
‌يرتفع صوتها بالصراخ ويحاول الاب تكميم فمها وهي تحاول اخباره أنها الام المخاض:
‌ابي انني ألد
‌يجيبها محاولا طمأنتها:
‌لا تخافي أنت في الوطن بأشاره تتقلين إلى أحد المشافي وولدك سيكون مواطن اسرائيلي
‌وهي مازالت تصرخ :
‌لكن أبوه مسلم
‌يجيبها بصوت رادع:
‌لا تخبري أحد عن هذا الموضوع والده توفي في الطريق أثناء عودتنا إلى الوطن ..أبوه يهودي.فهمتي ما أقول....سيولد مواطن يهودي
‌وهي مازالت تصرخ تحملها سيارة اسعاف نحو المشفى القريب والممرضة تبشر الجد:
‌لقد ولد مواطن يهودي جديد
‌تتفجر اسارير الجد بهجة بالخبر وهو يفكر كيف سيعد هذا المولود ليكون حاخام يخدم الوطن المزعوم اسرائيل

‌عصام مريسي