آخر تحديث :الثلاثاء-30 أبريل 2024-09:48ص

فِيْ (بِلادِ القائدِ) ... مِنَ الارْتزاقِ بالثقافةِ إلى ثقافةِ الارتزاقِ!

الأربعاء - 17 أبريل 2024 - الساعة 08:08 ص

د. مجيب الرحمن الوصابي
بقلم: د. مجيب الرحمن الوصابي
- ارشيف الكاتب


فِيْ (بِلادِ القائدِ) ... مِنَ الارْتزاقِ بالثقافةِ إلى ثقافةِ الارتزاقِ!

مِنَ المُتعارفِ عليهِ أنَّ الثقافةَ تصنعُ أشخاصًا نُبلاء! ... سيّما عندَ أصحابِ الثقافة الفرنكوفونية ومفكْرِيها، وفي بلادِ القائدِ يصنعونَ مُرتزقةً (القرش يَلعب بِحُمْرانِ العُيون)

"لَقدْ سقطت، وعليّ أن أعترف بأنني صرتُ لا شيء، كما السلطةُ التي كنتُ أنظرُ إليها دائمًا باعتبارها لا شيء".

هكذا يسقطُ كلُّ أديبٍ مهزوزٍ؛ ويخونُ نصفُ المثقفِ وبعضُهم، وتبولُ الثعالبُ في أُذنِ أستاذِ الجامعةِ ... في (بلاد القائد) يحيطُ المُقريّ/الراوي بالأزمة الأخلاقيّة، ويحبطنا بما يمرُّ بِه أدباء اليمن وكُتَّابها ... هذه الحرب والمثقفون، فالجوعُ كافر وأكثر الأدباء والمثقفين جُبناء وبعضهم منافقون. ولا أشكُّ لحظةً أنّ السلطةَ هي التي صنعت المثقّف المرتزق؟!

(بلادُ القائدِ) يبدعُ المُقريّ بتشريحها، فاضحًا الطاغيةَ وزبانية السُّلطة، وتاريخ سردياتنا العربيّة الحافلة بالقادة والعظماء والجنرالات والملوك والعسكر بلِ الأصنام، من المؤكد أنّ ثمّة (مرتزقة) من المثقفين الخونة وطابور من الشعراء يمجّدون أرباب الحروب وسفك الدماء بحُجج واهية كما جسدتها الرواية فيقول الراوي الذي رأى نفسه خائنًا عندما صار مرتزقًا على حساب مبادئه وشرفه وفيها تجسيد لأزمة السلطة والمثقف ويتمثّلها:

"هل يمكن أن أصبح مقرّبًا لرجل سلطة على هذا النحو، وأنا الذي حرصت طوال عمري على أن أبقى بعيدًا عمّا كنت أسمّيه الوباء. لقد صرت جزءًا من الوباء، بل الوباء نفسه. ألم أقم بصياغة عبارة تعظيم وتقديس، غير مسبوقة، لرئيس بلد، يعدّه معظم العالم ديكتاتورًا حقيرًا؟ لقد صرت أنا الحقير، وليس هو، أنا الروائي المثقّف المناهض لأشكال التسلُّط كلها، ولكن، ماذا ينفع التحسُّر؟".

... المثقف لا يخون كما يبدو لي إلا إنْ جاع ... فإنّه يأكل لحم إخوانه وأهله (الشعب).. معذور ... معذوور " القرش يلعب بحمران العيون.

مجيب الرحمن الوصابي