آخر تحديث :الثلاثاء-30 أبريل 2024-10:16ص

مشاعرك تعكس ما أنت عليه فكن أنت...

الأربعاء - 17 أبريل 2024 - الساعة 07:28 ص

جاكلين أحمد
بقلم: جاكلين أحمد
- ارشيف الكاتب


في صغري وعندما كنت تقريبا في سن التاسعة من عمري وفي (لحج) تحديدا، كانت والدتي بين الفترة والأخرى تعطيني بعض الأشياء وتطلب مني أن أوصلها إلى بيت إحدى العائلات المتعففة.
كنت كلما ذهبت أليهم ولشدة فرح الأم بي تدخلني إلى منزلهم، وتقدم لي بعض العصير وتحادثني وتسأل عن أهلي وحالهم.
وبدوري أحب الذهاب إليهم، وأحب الدخول إلى منزلهم الجميل رغم بساطته، وبساطة أثاثه، وبساطة بنائه.
تلك الراحة النفسية والشعور بالسكينة والطمأنينة لم أكن أشعر بها إلا في ذلك المنزل، بعيدا عن بشاشة الأم وأطفالها، كانت تجذبني تلك النظافة وذلك الترتيب الذي يجعل من البيت المتواضع قصرا في عيني، وكنت أفكر في نوع الجهد الذي تبذله الأم حتى تجعل بيتها بهذا الجمال والنظافة رغم بساطته.
ما زلت أحتفظ بتلك الصورة في ذهني ومازلت أتذكر ذلك المنزل النظيف الذي جذبني في طفولتي والذي أعطاني صورة حية عن أن الحب لا يحتاج إلى أن تسكن قصرا بمحتوى غال وثمين وعاملات كثيرة وتفاصيل غزيرة، لكنه يكمن في التفاصيل البسيطة التي تتقنها وتستمتع بها وأنت تمنحها لمن حولك وبجمالها الحقيقي وأنت تضع لمساتك الحقيقية عليها.
الحب يكمن في تفاصيل صغيرة جدا وبسيطة جدا، لكنه يحييها ويجعلها جميلة تنطق فرحا وجمالا، بعض التفاصيل الكبيرة والمتعمدة لا تمنحك حبا حقيقيا ولا رغبة حقيقية، بل تفسد استمتاعك وحبك للأشياء من حولك، ليس بالضرورة ان يكون لك قصر ومال، وليس مهما من تكون لتشعر أو ليشعر بك الآخرين ، يكفي فقط أن تفعل كل شيء سواء لنفسك أو للأخرين بحب ورغبة حقيقية وأن لا تنظر إلى ما تملك حتى تستمتع بحياتك وتعطي المتعة لمن حولك.
يكفي أن تكون حقيقيا، صادقا ، محبا أيا كانت ظروفك ووضعك ومكانك، يكفي أن ترى الكون جميلا ليراك العالم اجمعه بذلك الجمال الذي أنت عليه. فحب الجمال وترجمته أفعال نعمة لايقدر عليها الكثير ولا يتقنها إلا القليل.
مشاعرك تعكس ما أنت عليه فكن أنت...