آخر تحديث :الإثنين-29 أبريل 2024-09:16م

الجميلة عدن..لعنة الجمال؟!

الثلاثاء - 16 أبريل 2024 - الساعة 11:06 م

نبيل محمد العمودي
بقلم: نبيل محمد العمودي
- ارشيف الكاتب




كان من الطبيعي أن يكون أكثر الناس حظاً هو من يتقلد الحكم في عدن..
و مع إن نقل الساحرة عدن إلى مكانتها في القمة لايحتاج الكثير من الجهد والأموال مقارنة بدول نهضت من العدم، فلقد حباها الله بمصادر دخل ربانية لو أحسن تدبيرها لأصبحت من اغنى المدن و جعلت كل من يعيش عليها يعيش في ثراء فاحش،
مع كل هذه التسهيلات و الطرق الممهدة في إنهاض عدن مع ذلك سيبدو من يقود هذا النهضة مثل فارس مغوار ينقذ هذه المدينة الموهوبة ربانياً..
فذلك تأتيه فرصة على طبق من ذهب ليجعل منها مدينة الأحلام..
ولكن لا أحد يستغل تلك الفرصة..
و إن بدأ أحدهم بعد وعود بيزنطية يبدأ عهده بنشاط واعد ولكن ما أن يمر القليل من الوقت حتى يخفت و يهمد بركان النشاط او أن ذلك الفارس يختفي بإغتيال او أسلوب أخر..
كأن بإمكان كل من حكمها أن يدخل التاريخ من أوسع الأبواب و ذاع صيته كما فعل مهاتير باني ماليزيا أو (لي كوان يو) بأني نهضة سنغافورة و غيرهم ممن نهضوا بأوطانهم التي لم تكن تمتلك ماتملكه الساحرة عدن من هبة ربانية في الموقع و الجمال الرباني،
أولئك نهضوا ببلدانهم من العدم،
أما المكلومة عدن بأقل مجهود كان بإمكانها إن صدقت النوايا أن تصبح فعلاً أجمل المدن..
عدن جوهرة لم تلمع ببريقها الحقيقي حتى اليوم ولم تجد الجواهرجي الذي يقدر ثمنها..
لازال الحاقدون بمختلف أسبابهم يخفون بريقها حتى لاتلفت أنظار العالم و تأسر لب الناظرين..
لازال الحاقدون يتأمرون ليبرزوا للعالم قبح هم من يزرعه لتظهر و كأنها قبيحة ومتخلفة ووكر للإرهاب..

للحبيبة عدن مزايا كثيرة أجملها موقع تحسد عليه وهذا هو سبب تعاستها فهي محط إهتمام ومطامع و تجاذب أطراف قوى كثيرة جعل البعض منها تستنفر كل قوأها بأعذار مختلفة لتصيبها بعاهات مستديمة تدمرها و تجعل موقعها خطراً وهامشياً لايسوى شيء..
و لولا كل ذلك الحقد على عدن لأحتلت اليوم مرتبة أولى في مصاف المدن السياحية..
و لكأنت اليوم مليئة بالمصانع و الجامعات و السفارات
بل لا أبالغ إن قلت بأنه لولا الحقد عليها لرأيت اليوم جامعاتها تستقبل طلاب من دول أخرى من العالم..
مسكينة هذه المدينة تكالب عليها الحاقدين بأساليب متعددة و طرق ملتوية..
و الأسوء من ذلك هو جهل من قبل بعض المحسوبين علينا،
الذين بقصد أو بدونه يساعدون بإبقاء عدن هزيلة مريضة تنازع الحياة و الموت في إخضاعها للفوضى و الجوع و الجهل و إغراق أسواقها بالمخدرات و القات و إلهائها بالمشاكل المفتعلة مثل الكهرباء و الماء...
وإدخالها في نوم سريري حتى لا تنهض فتسلب بجمالها وتجذب بعنفوانها أنظار السياح الذين تأثروا بإشاعات الحاقدين ...
عدن....
ألأ تسمع حين تلفظها كم هو إسمها فريد ولطيف لم تسمع من له قبلها سميا..
و ألأ ترى إلى لطف شعبها العريق قبل ان تصيبه سنوات الحرب بالجفاء و بعض الإنحراف ومع ذلك لايزال متمسكاً بعراقته ويسهل أن يعود إلى جادة الصواب..
نستطيع العودة والنهوض إن أخلصنا لله و راعينا الله فيها...
نحن فقط بحاجة لقايد جريء مخلص محب لها يساعدها وبدعم كل محبيها لتستعيد عافيتها و جمالها و نسيجها الإجتماعي الذي ميزها عن سائر المدن..
نسيجها المسالم المختلف الألوان و الأعراق قبل أن يصبح أول أهداف المتربصين بها فيمزقه دعأة الجهل و العنصرية و الفتن تحت شعارات تخفي وراءها خنجر مسموم يطعن خاصرة الحبيبة عدن..
فمتى يأتي الفارس و يطل الأمل، أم أنه كتب عليها الشقاء إلى الأبد؟!
نبيل محمد العمودي